أعلن فريق من الباحثين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بقيادة البروفيسور جيمس كولينز تطوير دواء جديد قادر على القضاء على جراثيم السيلان حتى في أشد حالات المقاومة للمضادات الحيوية.
استخدم الباحثون خوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدي لتحليل أكثر من 36 مليون مركب كيميائي بحثًا عن تراكيب مبتكرة توقف نمو بكتيريا السيلان والمكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، وتم تدريب النظام على التمييز بين المركبات الفعالة والآمنة مع استبعاد المواد الشبيهة بالأدوية المتاحة أو التي قد تكون سامة.
أظهرت النتائج الأولية فاعلية الدواء المرشح في القضاء على البكتيريا داخل المختبر وفي تجارب حيوانية، غير أن الانتقال إلى الاستخدام البشري يتطلب خضوعه لسلسلة من التجارب السريرية الدقيقة التي قد تستغرق من 12 إلى 24 شهرًا.
تكتسب هذه النتيجة أهمية كبيرة في ظل الأرقام المقلقة التي تشير إلى أن مقاومة المضادات الحيوية تتسبب في أكثر من مليون وفاة سنويًا حول العالم، كما أن السيلان الذي كان علاجه بسيطًا سابقًا أصبح يحتاج إلى حلول مبتكرة مع تسجيل عشرات الآلاف من الحالات الجديدة سنويًا في بعض الدول.
يرى عدد من العلماء أن هذا العمل قد يمهد لما يمكن تسميته بعصر ذهبي ثانٍ لاكتشاف المضادات الحيوية، عبر دمج قدرات الحوسبة والتعلم الآلي مع الخبرة الطبية لتسريع ابتكار الأدوية، بينما يحذر المتخصصون من ضرورة ترشيد استخدام أي مضاد حيوي جديد لتجنب ظهور سلالات مقاومة له في المستقبل.
يمثل هذا المشروع إثباتًا لقدرة الذكاء الاصطناعي على إعادة رسم خريطة البحث الطبي وفتح آفاق جديدة في مكافحة البكتيريا المقاومة، وإذا أثبتت التجارب السريرية نجاح الدواء فقد يكون ذلك نقلة نوعية في علاج عدوى كانت حتى وقت قريب تهدد حياة المرضى دون حلول فعالة.
