طور فريق من الباحثين جزيئًا جديدًا قادرًا على علاج تلف الكبد الناتج عن الجرعات الزائدة من الأسيتامينوفين والحالات الالتهابية الأخرى.
وأظهرت تجربة أولية على الفئران أن هذا المركب يقلل من التهاب الكبد ويحميه من التلف، وفق ما ذكرت شبكة “ميديكال إكسبرس” المتخصصة.
يُعدّ الأسيتامينوفين من أكثر مسكنات الألم استخدامًا في الولايات المتحدة ويتوفر في مئات الأدوية، ومع أنه آمن عند الجرعات الموصى بها فإن الجرعات الزائدة قد تسبب تلفًا كبديًا حادًا يحدث غالبًا عن طريق الخطأ عند تناول منتجات متعددة تحتوي على المسكن أو سوء فهم الجرعة.
بعد تناول الأسيتامينوفين يحوّل الكبد جزءًا صغيرًا منه إلى مركب سام يسمى N‑acetyl‑p‑benzoquinone imine (NAPQI)، وتراكم هذا المركب عند الجرعات الزائدة يؤدي إلى تلف خلوي قد يسبب إصابة الكبد أو الوفاة.
حالياً يُعدّ N‑acetylcysteine العلاج المتاح الوحيد ويجب إعطاؤه خلال ثماني ساعات من الجرعة الزائدة للحصول على أفضل فعالية.
آلية العمل والاكتشاف الجديد
ركزت طالبة الدراسات العليا جاناتون نايم نام من جامعة فرجينيا كومنولث على تطوير جزيئات صغيرة تقلل من نشاط بروتينات التهابية معروفة بالجسيمات الالتهابية وتشارك في موت الخلايا المبرمج المرتبط بتلف الكبد الناتج عن الأسيتامينوفين، وخلال البحث اكتشف الفريق مركبًا صغيرًا سُمي YM81 يستهدف بروتينًا التهابيًا محددًا هو غاسدرمين د (GSDMD) ويمنعه من بدء موت الخلايا المبرمج.
نتائج التجربة على الفئران
عالج الباحثون خمس فئران مصابة بتلف كبدي ناجم عن الأسيتامينوفين بـ YM81 وقارنوها بعشر فئران تناولت دواء وهميًا، وبعد 17 ساعة أظهرت الفئران المعالجة انخفاضًا كبيرًا في مستويات إنزيمي ألانين ترانس أميناز وأسبارتات ترانس أميناز، وهما مؤشرا تلف الكبد، مما يشير إلى أن YM81 خفّض الالتهاب وحمى الكبد من التلف.