توفى ستة أطفال ووالدهم في قرية دلجا بمركز ديرمواس بمحافظة المنيا بعد تسممهم بمبيد كلورفينابير.
ما هو مبيد الكلورفينابير وكيف يعمل؟
أوضحت أخصائية التحاليل الطبية سارة سلام أن كلورفينابير هو مبيد حشري ينتمي لفئة البيرول المهلجنة ويُعدّ مادة غير فعالة قبل الدخول إلى الجسم (pro‑insecticide) تتحول داخليًا إلى مركب نشط يعرف باسم tralopyril (CL‑303268). تركيبه الكيميائي C15H11BrClF3N2O، ويُصنّف ضمن المواد الخطرة وفق نظام تصنيف المواد الكيميائية العالمي (GHS). يعمل المركب النشط على تعطيل وظيفة الميتوكوندريا وإيقاف إنتاج الطاقة (ATP) مما يؤدي إلى موت الخلايا والمضاعفات الجهازية.
التسمم والسمية البيئية
تعتبر المادة شديدة السمية للبيئة، خاصة للمحيطات والمسطحات المائية، بينما تصنف منظمة الصحة العالمية سُميتها للبشر بأنها متوسطة لكنها قد تكون خطيرة جداً عند سوء الاستخدام أو التعرض بجرعات عالية.
أعراض التسمم ووقت ظهورها
تظهر الأعراض بعد فترة تأخير تتراوح من ساعات إلى أيام وقد تمتد إلى 1–20 يوماً، وتبدأ غالباً بآلام في المعدة وتزداد حدتها لتشمل حمى شديدة وتشنجات واضطراباً في الوعي وصعوبة في التنفس وقد تتطور إلى فشل وظائف الكبد والكلى، وقد تحدث وفاة مفاجئة.
التشخيص والعلاج والوقاية
لا يوجد ترياق محدد لتسمم الكلورفينابير، والعلاج داعم يركز على الرعاية المركزة مثل دعم التنفس والتبريد والسوائل الوريدية، وقد يُجرى غسيل معدة أو إعطاء الفحم النشط في المراحل المبكرة للتعرض. من إجراءات الوقاية تجنّب استخدام المبيد داخل المساكن أو الأماكن المغلقة، وارتداء معدات الحماية عند التعامل معه في الحقول، وعدم تركه في متناول الأطفال أو غير المختصين، والانتظار فترة كافية قبل معالجة المحصول أو الحصاد، مع تكثيف حملات التوعية من الجهات الصحية والزراعية لضمان سلامة المواطنين.
ملابسات التحقيق
أظهرت تقارير مصلحة الطب الشرعي والمعامل الكيميائية وجود آثار المبيد في عينات مأخوذة من جثامين المتوفين، وفُحصت عينات من أواني تقديم الطعام وبقايا الخبز ومعدات الطهي فتبين احتواؤها على المبيد السام. وأشارت التحريات إلى قيام زوجة الأب الثانية بإعداد أرغفة خبز أضافت بداخل بعضها كمية من المبيد ثم أرسلتها إلى منزل الزوجة الأولى حيث كان يقيم الأب وأطفاله، فظهرت عليهم أعراض الإعياء وتتابعت حالات الوفاة. عند استجوابها اعترفت بخلط المبيد وإرساله كيداً بالزوجة الأولى ونفت قصد القتل العمدي، فأمرت النيابة العامة بحبسها احتياطياً أربعة أيام وجارٍ استكمال التحقيقات.
