وقعت فاجعة في محافظة المنيا راح ضحيتها ستة أطفال ووالدهم بعد تناول خبز أعدت فيه مادة المبيد الكلورفينابير.
أكد الدكتور محمود مصعب، مدرس المبيدات بكلية الزراعة جامعة الأزهر بالقاهرة، أن وصف الكلورفينابير بـ”القاتل الصامت” غير دقيق علمياً، لأن تحديد السمية يعتمد على الجرعة التي تدخل الجسم وليس مجرد وجود المادة.
الجرعة اللازمة للقتل (LD50)
أوضح الدكتور مصعب أن تقييم سمية المواد يتم بقياس LD50 وهي الجرعة التي تقتل 50% من حيوانات التجارب وتقاس بالملليغرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم. وبيّن أن قيم LD50 للكلورفينابير تبلغ 441 ملغم/كجم للذكور و1152 ملغم/كجم للإناث.
وضرب مثالاً لتقريب الصورة: لو كان الطفل يزن 10 كجم فستكون الجرعة المؤدية لوفاة 50% تقريباً 4410 ملغم للذكور و11520 ملغم للإناث، أي ما يعادل حوالي 18.4 سم³ و48 سم³ من محلول بتركيز 24% في حالة التناول الفموي المباشر.
تساءل الدكتور عن ما إذا كان الضحايا قد تناولوا مثل هذه الكميات وما أوزان كل طفل، أو إن كان التعرض عبر الفم مباشراً أم بطرق أخرى، مؤكداً أن العامل الحاسم هو كمية المادة المتناولة.
نوه الدكتور أيضاً إلى أن “السم في الجرعة”، فحتى أدوية شائعة مثل الأسبرين قد تكون قاتلة بجرعات زائدة، وأن الجرعة هي المتحكمة في نسبة الوفيات أكثر من طريقة تأثير المبيد.