أثارت وفاة ستة أطفال ووالدهم في المنيا جدلاً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية.
أظهرت تحقيقات النيابة أن سبب الوفاة كان تسممًا بمبيد حشري شديد السمية يحتوي على مادة الكلوروفينابير، وأن الجانية، زوجة الأب، وضعت المسحوق السام في الخبز المقدم للعائلة، ولم تتناوله هي بنفسها. وأكدت التحاليل وجود نفس المادة في جثث الضحايا، وبيّنت التحقيقات أن دافع الجريمة كان الغيرة بعد عودة الزوج إلى زوجته الأولى.
أظهرت أبحاث علمية أن الغيرة تمثل سببًا رئيسيًا في نسبة كبيرة من جرائم قتل الشريك الحميم، حيث تشير دراسات إلى أن نحو 40% من حالات القتل في سياق العلاقات الزوجية مرتبطة بدوافع غيرة شديدة.
معلومات عن الكلوروفينابير وتأثيره
تُعد مادة الكلوروفينابير مبيدًا حشريًا شديد السمية يسبب اضطرابًا حادًا في وظائف الأعضاء وقد يؤدي بسرعة إلى الوفاة، ولا يوجد ترياق معروف في حالات التسمم الشديد. تؤثر المادة بشكل مدمر على المادة البيضاء في الدماغ، وتسبب حالة طبية تُعرف باعتلال بيضاء الدماغ السام (toxic leukoencephalopathy) التي يمكن أن تظهر بتغيرات واضحة في التصوير بالرنين المغناطيسي.
سُجلت حالة نجت من التسمم بالكلوروفينابير في تقرير طبي عام 2016 لشخص يبلغ 44 عامًا، حيث عُولجت وتراجعت شدة التغيرات غير الطبيعية في مسارات المادة البيضاء في الدماغ وجذع الدماغ والحبل الشوكي مع المتابعة التصويرية السريرية المتسلسلة، ما يبيّن أن بعض الحالات الخفيفة قد تكون قابلة للعلاج إذا اكتُشفت مبكرًا.
إمكانيات العلاج والإنقاذ
أوضح أستاذ الطب المهني والبيئي ومؤسس مركز للسموم في تصريحات لموقع إخباري أن هناك فرصة لإنقاذ المصابين بتسمم الكلوروفينابير بشرط وصولهم إلى الطوارئ قبل امتصاص المادة إلى مجرى الدم، وأشار إلى أن النافذة الحرجة للإسعاف قد لا تتجاوز ساعتين من تناول السم. وأكد أن الإجراءات العلاجية داخل المستشفى تتضمن إفراغ محتويات المعدة بشكل صحيح، واستخدام الفحم النشط، وعلاج الأعراض العصبية والحمى والمضاعفات الأخرى تحت مراقبة داخل وحدة لعلاج السموم، مع التنبيه إلى أن التأخير يقلل بشدة من فرص الشفاء.
ونادى الخبير بضرورة انتشار وحدات متخصصة لعلاج السموم في المستشفيات الرئيسية على مستوى المحافظات لتقديم الإسعافات اللازمة بسرعة وتقليل الوفيات في حالات التسمم الحاد.
