اعلم أن السمنة من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في مرحلة الطفولة، حيث يعاني واحد من كل خمسة أطفال في بعض البلدان من زيادة الوزن أو السمنة، ويزيد هذا العدد بمرور الوقت.
تتسبب السمنة عند الأطفال في مشاكل صحية ونفسية مبكرة، منها أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكبد وآلام المفاصل والظهر والركبة، كما تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وتؤدي إلى توتر وحزن وتعرض للتنمر والعزلة وانخفاض تقدير الذات، وتزيد فرصة استمرار السمنة في مرحلة البلوغ.
نصائح لعلاج سمنة الأطفال بدون جراحة
قدّم لطفلك الدعم والتقبل مهما كان وزنه، فمشاعر الطفل تجاه نفسه تتأثر بمشاعر الوالدين، وتحدث معه بصدق عن الوزن واجعله يشاركك مخاوفه، واستشر طبيب الطفل ليحدد هدف وزن صحي مناسب لطوله ويضع جدولًا زمنيًا لتحقيقه.
اكتشف أسباب زيادة وزن طفلك من خلال متابعة العادات الغذائية والنشاط اليومي، وحدد أهدافًا قابلة للتحقيق تضمن نموًا طبيعيًا؛ يمكن أن يكون فقدان وزن بسيط أولًا هدفًا معقولًا، أو يركّز بعض الأطباء على منع زيادة الوزن الزائدة حتى يواكب الطول.
عاون مع طفلك على كتابة مذكرات طعام تشمل نوع وكمية الطعام ومكان تناوله والأشخاص الحاضرين، فالغرض من المذكرات هو اكتشاف أنماط الأكل والمواقف التي تؤدي للإفراط وليس حساب السعرات الحرارية بدقة.
استشر طبيب الطفل أو أخصائي تغذية لوضع نظام غذائي متوازن يناسب احتياجاته العمرية والنمو، مع تقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية في المنزل وإشراك الأسرة في شراء وتحضير الأطعمة الصحية.
زد نشاط طفلك تدريجيًا وبجرعات صغيرة حتى لا يشعر بالإحباط، وهدف إلى 20 إلى 30 دقيقة من النشاط المعتدل يوميًا إلى جانب ما يمارسه في المدرسة، واجعل النشاط ممتعًا ومتنوعًا لبناء عادات دائمة.
قد تُستخدم أدوية للسمنة لدى المراهقين تحت إشراف طبي؛ وافقت الجهات الصحية على ليراجلوتيد (أسماء تجارية مثل ساكسيندا وفيكتوزا) وأورليستات (ألي، زينيكال) وفينترمين (أدوية مركزة مثل كسيما) في فئات عمرية محددة، حيث يقلل ليراجلوتيد الشهية وينظم السكر، ويمنع أورليستات امتصاص بعض الدهون، وتعمل أدوية الفينترمين كمنشطات تقلل الشهية، لذا استشروا طبيب الطفل قبل أي علاج دوائي.
ساعدوا طفلك على تعلم تعديل السلوكيات المرتبطة بالأكل والنشاط من خلال برامج تعديل السلوك أو استشارات متخصصة، وفكّروا في توجيهه إلى مستشار تغذية أو معالج سلوكي عند الحاجة.
نظّموا مواعيد الوجبات وتناولوا الطعام معًا على المائدة لتقليل الأكل العشوائي، وتجنبوا تقديم وجبات إضافية، وقوموا بتعديل روتين العائلة تدريجيًا بحيث يتبنى الجميع عادات صحية، حتى لا يشعر الطفل المعني بالوزن بالعزلة.