أظهرت مراجعة شاملة لبيانات أكثر من 22 ألف حالة إصابة رأس لدى مسنين بعمر 65 عاماً فما فوق أن النزيف داخل الجمجمة يحدث بنسبة ليست مهملة بعد السقوط الأرضي.

النتائج الرئيسية

أثبتت الدراسة أن نحو 6.8% من المسنين المصابين بإصابة رأس بعد السقوط كانوا فعلاً مصابين بنزيف دماغي داخلي. احتاج حوالي 8% من المصابين إلى تدخل جراحي فوري، ونُقل نحو 37% إلى المستشفى للمتابعة، بينما توفي حوالي 1.5% منهم أثناء الإقامة بالمستشفى.

العوامل المرتبطة بزيادة الخطر

ارتفعت احتمالات حدوث نزيف دماغي لدى المسنين الذين يظهرون إصابة رأس واضحة مثل كدمات أو نزيف خارجي، وكذلك لدى من لديهم أعراض عصبية مثل ضعف حركة الأطراف أو اضطراب الكلام. كما زاد فقدان الوعي ولو لفترة قصيرة من احتمال وقوع نزيف، وكان الخطر أكبر عند الذكور مقارنة بالإناث. من اللافت أن الدراسة لم تجد ارتباطاً واضحاً بين استخدام أدوية تمييع الدم أو أدوية الصفائح وزيادة خطر النزيف في هذه الفئة.

دور الفحص الطبي

اعتمد التشخيص في الدراسات على التصوير المقطعي المحوسب كأدق وسيلة لكشف النزيف الداخلي، مما يبرز أهمية إجراء هذا الفحص حتى عند غياب أعراض قوية لأن النزيف قد يتطور تدريجياً ولا يُكتشف إلا بعد تفاقم الحالة.

ما الذي تعنيه هذه النتائج؟

تفرض هذه البيانات ضرورة التعامل بحذر أكبر مع إصابات الرأس لدى المسنين، إذ إن الأعراض السطحية قد تخفي نزيفاً خطيراً. التوصية الأساسية هي توسيع نطاق استخدام التصوير المقطعي في أقسام الطوارئ لأي مريض مسن تعرض لسقوط أرضي مع مؤشرات مقلقة بدلاً من الاكتفاء بالأعراض السطحية.

قيود الدراسة

رغم قوة التحليل التجميعي، توجد بعض القيود التي تحد من تعميم النتائج، ومنها تفاوت حجم العينات بين الدراسات وغياب تفاصيل دقيقة حول استخدام مضادات التخثر لدى بعض المرضى.

تطبيقات سريرية

تدل النتائج على ضرورة وضع بروتوكولات واضحة في أقسام الطوارئ للتعامل مع كبار السن المصابين بسقوط أرضي، بحيث يُنظر بجدية في الفحص المبكر بالتصوير المقطعي لكل مريض مسن يظهر فقدان وعي أو علامات عصبية واضحة بدلاً من الاعتماد فقط على الأعراض السطحية.