كشفَت دراسة نُشرت في مجلة Science Advances أن اختلافات صغيرة جداً بين الإنسان والشمبانزي في الجينات ساهمت في تغيُّرات كبيرة في قدرات الدماغ البشري.

ما هو HAR123 ولماذا مهم؟

تركزت الدراسة على مناطق تُعرف بـ HAR في الجينوم، وهي أجزاء تغيرت بسرعة بعد انفصال الإنسان عن أقرب أقربائه قبل نحو خمسة ملايين سنة وترتبط بسمات بشرية وبارتباطات باضطرابات عصبية مثل التوحد. وأحد هذه المناطق، HAR123، ليس جيناً بل مُنظِّم جزيئي يتحكم في نشاط جينات تطور الدماغ.

نتائج التجارب وما الذي تغيّر

أظهر الباحثون أن HAR123 يؤثر في نمو الخلايا السلفية العصبية التي تتحول لاحقاً إلى عصبونات وخلايا دبقية، ويُعدِّل التوازن بين هذين النوعين من الخلايا. وعند استبدال نسخة الفأر من HAR123 بالنسخة البشرية في تجارب مخبرية، تغيّرت نسب الخلايا العصبية وظهر تراجع في قدرات التعلم عند الفئران. كما بيّنت المقارنات بين نسخة الإنسان والشمبانزي أن اختلافاً لا يتجاوز تسعة نيوكليوتيدات يمكن أن يترك أثراً جوهرياً على الخلايا وجوهرية عمل الجينات.

دلالات مستقبلية

يُعتقد أن HAR123 يعزّز المرونة الإدراكية، أي قدرة الدماغ على استبدال المعلومات القديمة بالجديدة، ويدلّ فهم هذه المنطقة في الحمض النووي على إمكانيات لفهم تطور الإنسان العاقل وربما لتطوير علاجات مستقبلية لاضطرابات النمو العصبي.

نقلاً عن روسيا اليوم