يتجاهل معظم الناس مشكلة الشخير أثناء النوم، لكن في حالات نادرة قد يكون الشخير المستمر علامة على ورم الخلايا العصبية الشمية، وهو سرطان نادر يبدأ في الجزء العلوي من تجويف الأنف ويصيب الخلايا المسؤولة عن حاسة الشم.
ما هو الورم العصبي الشمي؟
ينشأ هذا الورم من خلايا متخصصة في سقف التجويف الأنفي مسؤولة عن الإحساس بالرائحة، ويُعرف أيضاً بالورم العصبي الحسي. يمثل هذا السرطان نسبة صغيرة جداً من أورام الأنف والجيوب الأنفية، ويعد نادراً بين الأورام الخبيثة بشكل عام.
الأعراض المبكرة وكيفية نمو الورم
يفقد المريض حاسة الشم غالباً كأول علامة ملحوظة، وقد ينمو الورم باتجاه تجويف الأنف أو للأعلى نحو تجاويف قريبة من الدماغ والعينين، وهذا الاختلاف في الاتجاه يسبب أعراضاً متنوعة. عندما يزداد حجم الورم داخل الأنف قد يسبب انسداداً أنفياً مستمراً، شخيراً، نزيفاً أنفياً متكرراً، ألماً أو ضغطاً في الوجه وصعوبة في التنفس. وإذا امتد الورم باتجاه العين أو الدماغ فقد تظهر صداع وألم بالعين أو تغيرات في الرؤية.
صعوبة التشخيص ولماذا يتأخر
يكون التشخيص صعباً لأن أعراض الورم تتشابه مع حالات شائعة مثل التهاب الجيوب الأنفية والحساسية، لذا قد يحصل المريض على علاجات مؤقتة قبل أن يلجأ الأطباء إلى فحوصات أعمق. غالباً ما يُطلب فحص أشعة أو تنظير أنفي أو خزعة عندما تتفاقم الأعراض مثل نزيف متكرر أو مشاكل في الرؤية، مما يبرز أهمية التفكير في هذا الورم ضمن التشخيص التفريقي للحالات المستمرة.
خيارات العلاج والتوقعات
يعتمد العلاج على مرحلة المرض وامتداده، ففي المراحل المبكرة تُستأصل الأورام جراحياً، وغالباً ما يُكمل العلاج بالإشعاع لاستهداف أي خلايا متبقية، وتُستخدم تقنيات إشعاعية دقيقة في حالات صغيرة جداً. في المراحل المتقدمة قد يلزم العلاج الكيميائي، وتؤثر استجابة الورم للعلاج الكيميائي كثيراً على النتائج المتوقعة. الكشف المبكر والعلاج المناسب يزيدان فرص النجاح ويقللان المضاعفات.
يبقى الشخير غالباً أمراً غير خطير، لكن إذا استمر مع أعراض أنفية أخرى أو تدهور في حاسة الشم أو نزيف متكرر، فيجب مراجعة الطبيب للفحص المبكر واستبعاد حالات نادرة مثل ورم الخلايا العصبية الشمية.