صدم خبر وفاة الفنان الشاب بهاء الخطيب عن عمر 41 عاماً بعد انتهاء مباراة ودية لكرة القدم مع أصدقائه، إذ تعرض لسقوط مفاجئ نتيجة ذبحة صدرية حادة، وكانت وفاة المطرب الشعبي الشاب محمد عواد سابقًا بسبب أزمة قلبية، مما أثار قلقًا واسعًا حول زيادة حالات الأزمات القلبية لدى الشباب.
أوضح الدكتور إيهاب عبد الرازق، أستاذ جراحات القلب المفتوح والشريان الأورطي بجامعة عين شمس، أن هذه الحالات لم تعد نادرة كما كان يُعتقد، وأن تكرارها يفرض ضرورة وعي صحي أوسع بين الشباب ومتابعة طبية دقيقة.
لماذا تصيب الأزمات القلبية الشباب؟
تتنوع أسباب الأزمات القلبية عند الشباب بين عوامل وراثية وبيئية وطبية، فبعض الأشخاص يولدون بعيوب خلقية في القلب مثل ثقب الحاجز أو خلل في الصمامات قد تبقى صامتة لسنوات ثم تظهر عند بذل مجهود غير معتاد، كما توجد أمراض وراثية صامتة مثل تضخم جدار عضلة القلب التي قد تؤدي إلى إغماءات أو أزمات مفاجئة رغم ندرتها.
يمكن أن يكون تضخم عضلة القلب نتيجة وراثية أو نتيجة ضغط دم غير مضبوط، ما يرهق العضلة ويجعلها عرضة للانهيار، بينما يؤدي انسداد الشرايين المبكر الناتج عن التدخين والأطعمة غير الصحية والدهون المشبعة إلى تصلب الشرايين حتى في أعمار مبكرة، كما قد تسبب التهابات عضلة القلب بعد عدوى فيروسية ضعفا مفاجئًا لوظيفة القلب.
يلعب الجهد البدني المفرط دورًا في بعض الحالات عندما يتجاوز النشاط قدرة الشخص الفعلية، وقد تختبئ ضيقات الشرايين التاجية أو اضطرابات كهرباء القلب دون أعراض واضحة فتظهر عند الحاجة المتزايدة للأكسجين أو عند التعرض لمجهود شديد، ويزيد من الخطر نمط الحياة غير الصحي المتمثل في قلة الحركة والسمنة والضغوط النفسية والسهر وإهمال الأمراض المزمنة كالضغط والسكر.
كيف تحمي نفسك وتقلل المخاطر؟
تبدأ الوقاية بالوعي والمتابعة المبكرة، إذ أن نسبة كبيرة من هذه الحالات يمكن تفاديها بمراجعات طبية منتظمة واتباع عادات صحية سليمة. من الفحوصات المهمة التي تساعد في الكشف المبكر رسم قلب كهربائي لمتابعة النبضات، وفحص بالموجات الصوتية للقلب (إيكو) للكشف عن عيوب هيكلية أو ضعف وظيفي، وتحاليل دم لمستويات الدهون والسكر، وقياس ضغط الدم بانتظام، وإجراء اختبار جهد لمن يمارسون نشاطًا بدنيًا قويًا.
ينبغي اتباع نمط حياة صحي يتضمن تقليل الدهون المشبعة والسكريات والاعتماد على الخضراوات والحبوب الكاملة والبروتين الصحي، وممارسة نشاط بدني معتدل ومنتظم مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجة مع تجنب الرياضات المجهدة فجأة إذا لم تكن معتادًا عليها، والإقلاع عن التدخين والحصول على نوم كافٍ وإدارة التوتر لتقليل تأثيراته على الضغط ونظم القلب.
يجب الانتباه إلى علامات التحذير التي يرسلها القلب مثل ألم أو ضغط في الصدر يزداد مع المجهود، أو ضيق نفس حتى أثناء الراحة، أو دوخة متكررة أو فقدان وعي لحظي، أو خفقان مفاجئ أو ضربات غير منتظمة، أو إرهاق غير مبرر مستمر، فكل هذه الأعراض تستدعي استشارة طبية عاجلة لأن الاكتشاف المبكر قد ينقذ حياة.
رغم أن الفحوصات القلبية تُنصح بشدة بعد سن الأربعين، فإن الواقع يثبت أن الشباب في العشرينات والثلاثينات معرضون أيضًا، لذلك من الأفضل إجراء الفحوصات الأساسية مبكرًا عند وجود عوامل خطر أو أعراض.
للحماية العملية، تجنب الإفراط في التمارين المفاجئة وابدأ النشاط تدريجيًا إذا لم تكن معتادًا، واحرص على السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط تحت متابعة طبية، وابتعد عن المنشطات والمكملات دون إشراف لأنها قد ترفع الضغط وتخل بنظم القلب، وقلل من الأطعمة السريعة والمقلية، واحرص على الترطيب وإدارة التوتر عبر التأمل أو الدعم النفسي أو الأنشطة الخفيفة.