تُعدّ الشيخوخة حتمية بيولوجية يمرّ بها كل إنسان، حيث تبدأ الخلايا بفقدان قدرتها على التجدد وتتراجع وظائف الأعضاء تدريجياً، ولا تقتصر آثارها على الشعر والجلد فقط بل تمتد إلى الدماغ والعظام والجهاز المناعي والحواس.
بداية الشيخوخة وسرعتها
تبدأ علامات الشيخوخة مبكراً أحياناً، حتى قبل الولادة، إذ تتشكل أولى خلايا الجنين، وفي الطفولة والشباب يعوّض الجسم الخلايا التالفة بسرعة، لكن هذه القدرة تبطؤ مع التقدم في العمر، وتختلف سرعة الشيخوخة من شخص لآخر وقد تتغير لدى نفس الفرد في مراحل حياته المختلفة وفق دراسات صحية.
أبرز التحولات الجسدية والعقلية
مع مرور الزمن يفقد الجلد مرونته ويصبح أكثر جفافاً فتظهر التجاعيد والبقع الداكنة، كما يزداد ترهل غضاريف الأنف والأذن فتبدوان أكبر حجماً.
تبدأ الكتلة العضلية في الانخفاض تدريجياً ويصبح العظم أكثر هشاشة، ما يقلل القوة البدنية ويؤدي إلى فقدان جزء من الطول.
تتراجع طبقة الميالين التي تغلف الأعصاب في الجهاز العصبي، فيتباطأ التواصل بين الخلايا العصبية مما يسبب صعوبات في تكوين الذكريات واسترجاعها.
تفقد الحواس تدريجياً القدرة على العمل بكفاءة؛ تتلف الخلايا الدقيقة في الأذن الداخلية ويضعف السمع، بينما تفقد عدسة العين مرونتها وقد تتعرض للعتامة أحياناً.
محطات تسارع الشيخوخة
أظهرت دراسات وجود مراحل عمرية تشهد زيادة ملحوظة في سرعة التغيرات البيولوجية عند فئات عمرية معينة مثل منتصف الثلاثينات ومن حول سن الستين والسبعين، وفي العقد السابع ينخفض أداء الجهاز المناعي بشكل حاد وتزداد تيبس الشرايين وارتفاع ضغط الدم.
الشيخوخة في أرقام
يفقد الإنسان عادة ما بين 2.5 إلى 5 سنتيمترات من طوله بين سن الثلاثين والسبعين، وأطول عمر موثق رسمياً هو 122 سنة و164 يوماً للفرنسية جين كالمان مع وجود شكوك حول بعض السجلات، ويقدر بعض الباحثين الحد الأقصى لعمر الإنسان بنحو 150 عاماً بينما يرى آخرون إمكانية تجاوزه، وتوجد حالات نادرة مثل مرض البروجيريا التي تجعل الأطفال يبدون مسنين في عمر مبكر جداً.
الشيخوخة والعادات اليومية
تسرّع عوامل بيئية وأنماط حياة غير صحية الشيخوخة، فالتدخين والتلوث وقلة النوم والتعرض الطويل لأشعة الشمس تؤدي إلى تلف الخلايا وظهور علامات التقدم في السن، وبالمقابل يمكن لاتباع نمط حياة صحي أن يبطئ بعض مظاهر الشيخوخة من خلال ممارسة التمارين الهوائية وتمارين القوة لتحسين صحة القلب والعظام، واتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والبروتينات الصحية، والحصول على نوم جيد والابتعاد عن التدخين والكحول.
هل يمكن إيقاف الشيخوخة؟
رغم التقدم في الأبحاث الطبية لا يوجد حتى الآن علاج يوقف الشيخوخة تماماً، ويعمل العلماء على اكتشاف أدوية وجزيئات قد تساعد في إبطاء التغيرات البيولوجية لكن هذه النتائج لا تزال في مراحل تجريبية.