باتت المكملات والفيتامينات جزءًا أساسيًا من روتين الكثيرين للحفاظ على الصحة وتعويض النواقص الغذائية، لكن الإفراط في تناولها قد يحول فوائدها إلى أضرار خطيرة على المدى الطويل.
تُحسن الجرعات المناسبة من المكملات المناعة وتحمي الجسم، بينما قد تؤدي الجرعات الزائدة إلى مشاكل صحية تتراوح بين اضطرابات الجهاز الهضمي وتلف الكبد والكلى، وصولًا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة.
لا تنظم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية المكملات بنفس قواعد الأدوية أو الأغذية التقليدية، وتُلقى مسؤولية اختبار سلامة المنتجات على شركات المكملات نفسها، ما يجعل التأكد من سلامتها أكثر صعوبة.
تُعرض المكملات كمنتجات صحية تجارية لكنها ليست أدوية؛ لذلك يجب أن تُستخدم لسد نقص غذائي محدد لا لتعويض نظام غذائي غير متوازن أو كحل سريع لتحسين الصحة. وينصح بالتحقق من سبب الرغبة في تناول أي مكمل قبل البدء به.
يجب الحذر بصورة خاصة إذا كنت تتناول أدوية أو مكملات أخرى، أو تعاني أمراضًا في الكبد أو الكلى أو القلب، أو تخضع لعلاج السرطان، أو تأخذ أدوية معدلَة للمناعة أو مذيبات للدم، وكذلك أثناء الحمل أو الرضاعة أو عند التخطيط للحمل.
كيف تعرف أنك تتناول الكثير من المكملات؟
تختلف العلامات حسب نوع الفيتامين أو المعدن؛ الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل فيتامين سي وب وفي الغالب تُطرح الفائض منها في البول، أما الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامينات أ ود وه وك فتميل إلى التراكم في الجسم وقد تسبب تسممًا عند الإفراط. تحمل المعادن ومركبات أخرى مخاطر لأن أدوارها الحيوية في أجهزة الجسم تعني أن أي خلل قد يعرقل وظائفها الطبيعية.
قد تتظاهر الحالة بعلائم يومية غامضة مثل تغيير لون البول أو آلام بطن أو غثيان أو إسهال أو إمساك، أو بأعراض عصبية كالصداع والدوار والوخز في الأطراف أو صعوبة في النوم. كما قد تظهر علامات أخرى غير مبررة مثل التعب وتساقط الشعر وتغير لون البشرة أو نتائج تحاليل غير طبيعية كارتفاع إنزيمات الكبد أو اضطراب وظائف الكلى، وهذه كلها أسباب للتوجه للطبيب.
أعراض تستلزم الانتباه الفوري
قد تؤدي بعض المكملات إلى خفقان القلب أو ألم الصدر، لا سيما المنتجات التي تحتوي على كافيين بتركيزات عالية، ويجب فحص أي عرض قلبي بسرعة لأن بعض المكملات تتفاعل أيضًا مع أدوية خفض ضغط الدم. وقد يظهر تهيج الجلد أو طفح تحسسي نتيجة بعض المكملات، وفي حالات نادرة قد يسبب الإفراط تلفًا كبديًا يدل عليه اصفرار الجلد وبول داكن.
قد تشير الدوخة إلى تناول كمية زائدة من الحديد، لأن زيادة الحديد قد تؤدي إلى تسمم كبدي مع انخفاض ضغط الدم وطعم معدني في الفم وتشنجات. أما مشاكل الجهاز الهضمي فمعروفة أيضًا؛ فزيادة مكملات الألياف قد تسبب انتفاخًا وغازات، فيما قد يؤدي الإفراط في فيتامين سي إلى إسهال واضطراب معدة وقيء.
تداخلات ومركبات يجب تجنبها
يتنافس الكالسيوم والحديد على الامتصاص فلا يُنصح بتناولهما معًا، كما قد يتداخل كل من الحديد والكالسيوم مع امتصاص أدوية تعويض هرمون الغدة الدرقية مثل ليفوثيروكسين. يمكن لفيتامين ك أن يعاكس مفعول مميعات الدم مثل الوارفارين عند تناوله بجرعات عالية، وقد يتداخل مستخلص نبتة سانت جون مع مضادات الاكتئاب وأدوية أخرى. كما قد تشكل التركيبات متعددة المكونات التي تضم فيتامينات معًا أو مكونات تؤثر على النزف أو تحفز اليقظة والإنقاص من الوزن أو الطاقة خطرًا عند الدمج مع أدوية أو مع بعضها البعض.
استشر طبيبك فورًا إذا شككت في أنك تتناول جرعات زائدة أو إذا ظهرت لديك أي أعراض غير مبررة أثناء تناول مكملات غذائية.