تقرير دولي: تغير المناخ يزيد خطر موجات الحر في إسبانيا والبرتغال

أدت هذه الظروف الجوية النادرة، التي تحولت من حدث يحدث كل 500 عام إلى حدث يتكرر كل 15 عاماً، إلى مقتل 8 أشخاص، نزوح آلاف، واحتراق أكثر من 660 ألف هكتار في إسبانيا والبرتغال.

حذر العلماء من أن موجات الحر الممتدة تجفف الغطاء النباتي بسرعة، ما يزيد من احتمال اندلاع حرائق هائلة، خاصة مع هجرة السكان من الريف وتراجع ممارسات الزراعة والرعي التقليدية التي كانت تقلل من تراكم النباتات القابلة للاشتعال.

أشار علماء أوروبيون مشاركون في دراسة لتصنيف الطقس العالمي إلى أن تغير المناخ الناتج أساساً عن حرق الوقود الأحفوري زاد تواتر الظروف المعرضة للحرائق بنحو 40 ضعفاً وزاد شدتها بنسبة حوالي 30%.

قال الباحث ثيو كيبينغ من إمبريال كوليدج لندن إن هذه الظروف الجوية المعرضة للحرائق كانت ستحدث مرة واحدة كل 500 عام لولا الاحتباس الحراري الناتج عن نشاط الإنسان، لكنها تحدث الآن كل 15 عاماً. وأضاف أن الحرارة الشديدة تجفف النباتات بسرعة، وقد تنتج الحرائق الكبيرة رياحها الخاصة فتزيد طول اللهب وتؤدي إلى انفجارات وتشعل حرائق قريبة نتيجة الجمر المتطاير.

أوضحت المستشارة مايا فالبيرغ في مركز الصليب الأحمر والهلال الأحمر للمناخ أن الهجرة الريفية وتراجع الزراعة والرعي التقليديين تركت مساحات واسعة أقل استغلالاً، مما أضعف الضبط الطبيعي للغطاء النباتي وجعل الأراضي التي كانت مأهولة ومزروعة أكثر عرضة للاشتعال.

في إسبانيا احترق أكثر من 380 ألف هكتار منذ مطلع العام، وهو رقم قياسي حسب نظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي (EFFIS)، بينما خسرت البرتغال أكثر من 280 ألف هكتار. وسجلت إسبانيا موجة حر امتدت 16 يوماً في أغسطس 2025 ووصفتها وكالة الأرصاد الحكومية بأنها “الأشد على الإطلاق”، بمتوسط درجات حرارة أعلى بنحو 4.6 درجة مئوية مقارنة بموجات سابقة. وسجلت الوكالة 77 موجة حر منذ 1975، منها ست موجات كانت أعلى من المتوسط بأربع درجات أو أكثر، وخمس منها حدثت منذ 2019. ووفق تقديرات معهد “كارلوس الثالث” للصحة، يمكن نسب أكثر من 1100 حالة وفاة في إسبانيا إلى موجة الحر في أغسطس الماضي.

نقلاً عن أ.ش.أ.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر