الكبد الدهني عند الأطفال: أعراض يجب على الآباء الانتباه لها وسبل الوقاية

يزداد تشخيص مرض الكبد الدهني لدى الأطفال الذي كان يُعتقد سابقًا أنه يصيب البالغين فقط، ويعرف هذا المرض باسم الكبد الدهني غير الكحولي لدى الأطفال (NAFLD) أو الكبد الدهني المرتبط بالتمثيل الغذائي (MASLD)، ويعني تراكم الدهون في الكبد الذي قد يؤدي إلى التهاب الكبد وتلفه وأمراض مزمنة إذا لم يُعالج مبكرًا.

مراحل المرض

يمكن أن يتطور الكبد الدهني عند الأطفال على مراحل تبدأ بالتدهن البسيط حيث تتراكم الدهون في الكبد دون التهاب واضح، ثم قد يتقدم الأمر إلى تليف الكبد وهو تصلب ناتج عن أضرار طويلة الأمد، وفي مرحلة أخرى يحدث التهاب الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (وهو ما كان يعرف سابقًا بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي) ويصاحب ذلك التهاب وتلف خلايا الكبد.

أسباب الكبد الدهني عند الأطفال

تتعلق الأسباب أساسًا بنمط الحياة مع وجود عوامل مرضية وراثية، حيث تُعد السمنة عامل الخطر الأهم لأن الدهون تتراكم داخل الأعضاء مثل الكبد، وتساهم التغذية السيئة التي تتضمن المشروبات المحلاة والوجبات السريعة والأطعمة المقلية والكربوهيدرات المكررة في تراكم الدهون، كما يزيد نمط الحياة الخامل من خطر المرض بسبب قلة حرق السعرات، وتؤدي مقاومة الأنسولين لدى الأطفال ذوي الوزن الزائد إلى زيادة الدهون في الكبد، وهناك استعداد وراثي يجعل بعض العائلات أكثر عرضة، بالإضافة إلى حالات طبية أخرى مثل متلازمة تكيس المبايض وقصور الغدة الدرقية وبعض الأدوية التي قد ترفع المخاطر.

الأعراض التي يجب الانتباه لها

غالبًا لا تظهر أعراض واضحة في المراحل المبكرة، لكن قد تظهر علامات تحذيرية مثل التعب المطوّل ونقص الطاقة وألم في البطن أو في الربع العلوي الأيمن وزيادة مفرطة في الوزن أو صعوبة في فقدانه، وقد يلاحظ ظهور بقع جلدية داكنة مرتبطة بمقاومة الأنسولين أو تضخم في الكبد يُكتشف أثناء الفحص الروتيني، وأحيانًا يعاني الطفل فقدان الشهية أو غثيانًا، ويُشخّص كثير من الحالات فقط بعد أن تكشف اختبارات الدم أو الفحوص التصويرية عن خلل في وظائف الكبد.

كيف يُشخّص المرض

يبدأ التشخيص بمراجعة التاريخ الطبي والفحص السريري، ويشمل فحصًا للدم لقياس إنزيمات الكبد (AST وALT)، وفحوصًا تصويرية مثل الموجات فوق الصوتية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لرصد تراكم الدهون، وقد يُجرى مسح الألياف (تصوير مرن) لقياس صلابة الكبد وتحديد وجود ندبات.

نصائح للوقاية والعلاج

يمكن الوقاية من الكبد الدهني لدى الأطفال وعكس مساره إذا اكتُشف مبكرًا من خلال تغيير نمط الحياة، وينبغي تشجيع تغذية متوازنة تضم الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات واللحوم الخالية من الدهن والدهون الصحية مع تجنب المشروبات المحلاة والأطعمة السريعة والمصنعة، كما يُنصح بممارسة نشاط بدني يومي لا يقل عن 60 دقيقة مثل ركوب الدراجات أو الجري أو السباحة لأن ذلك يساعد على حرق الدهون وتحسين استجابة الجسم للأنسولين، ويُفضل التحكم بالوزن بشكل تدريجي بدلاً من الحميات القاسية، مع متابعة طبية دورية لمراقبة التقدم وفحوص إنزيمات الكبد.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب إذا ظهرت علامات مثل التعب المفاجئ أو زيادة الوزن أو نتائج فحوصات غير طبيعية، وينبغي تقييم وظائف الكبد بانتظام لدى الأطفال المصابين بالسمنة أو بداء السكري من النوع الثاني كجزء من المتابعة الروتينية لأن الكشف المبكر يزيد فرص الوقاية والعلاج.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر