سُجلت يوم الخميس وفاة خمس حالات مشتبه بإصابتها بالكوليرا في مخيمات متفرقة للنازحين بالمناطق الشمالية من محافظة الحديدة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، وفق مصادر صحية.
شهدت مديرية الزهرة شمالي الحديدة وضعاً صحياً حرجاً يهدد حياة الأطفال وكبار السن، بسبب انتشار واسع للإسهال المائي الحاد ونقص المياه النظيفة ورداءة شبكات الصرف الصحي وغياب أدوات الفحص والمستلزمات الطبية.
أرقام الإصابات والوفيات
أفاد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الأولية، الدكتور علي أحمد الوليدي، بأن عدد حالات الاشتباه بالكوليرا بلغ 19,139 حالة في معظم المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، في الفترة من 1 يناير حتى 4 سبتمبر، فيما أُكدت إصابة 750 حالة بالفحص المخبري و5,956 حالة بالفحص السريع، وسُجلت 7 وفيات مؤكدة بالكوليرا و45 وفاة مشتبه بإصابتها خلال ذات الفترة.
أعلنت السلطات الصحية في محافظة تعز وفاة 10 حالات جراء الإسهالات المائية الحادة والكوليرا، وارتفاع حالات الاشتباه إلى 5,695 حالة منذ مطلع العام. وسجلت المحافظة أيضاً 10 وفيات بفيروس الحصبة من أصل 1,609 حالات خلال عام 2025، وحالة وفاة واحدة نتيجة حمى، بينما بلغ مجموع الحالات المصابة بحمى الضنك وحمى الانحناء وغرب النيل 2,508 حالة في الفترة نفسها.
تُظهر تقارير حكومية أن مناطق تعز تتصدر نسب المصابين والمشتبه بإصابتهم بالكوليرا بنسبة تزيد عن 31%، تليها العاصمة المؤقتة عدن بنحو 16% ثم محافظة أبين بنحو 15%.
تشير إحصاءات الترصّد الوبائي إلى وفاة 55 شخصاً من أصل 10,016 إصابة بحمى الضنك منذ مطلع العام، وسُجلت الغالبية في محافظات تعز وشبوة ومأرب بالترتيب.
اتهامات وتعطيل المساعدات
تتفاقم خطورة الأوضاع في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين جراء التكتّم والتعتيم، مع تسارع موجات تفشّي الأوبئة في محافظات إب والحديدة وتعز وحجة وصعدة وأجزاء من صنعاء، ما زاد أعداد الضحايا والمصابين.
يتعرّض الحوثيون لاتهامات بالتسبب في انتشار الفاشيات داخل مناطق سيطرتهم نتيجة التقاعس عن تجهيز المرافق الصحية وكوادرها وإمدادها بالمستلزمات، ومنع المنظمات الدولية من التدخل، بالإضافة إلى ممارسات تعسفية أدت إلى تراجع دور المساعدات الصحية في مناطق نفوذهم.
منذ عام 2019، قيدت ميليشيا الحوثي حملات التحصين بحجج مرتبطة بالغرب، ما عرض الأطفال لخطر انتشار أمراض كانت اليمن قد تخلصت منها، وفق تقارير الأمم المتحدة.
قال مدير المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة، الدكتور عارف الحوشبي، إن رفض الحوثيين لحملات التحصين “غير منطقي” وأدى إلى عودة أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة وتسبّب بوفيات، محذّراً من أن تنقّل السكان ينقل العدوى إلى مناطق الحكومة، لذلك تسعى الوزارة وشركاؤها لتنفيذ حملات تحصين في المحافظات المحررة ووصولها إلى مناطق التماس.
تحذيرات من منظمات دولية
أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تفشٍ واسع للكوليرا في اليمن شمل قرابة 60,800 حالة وأودى بحياة 164 شخصاً، فيما حذّرت منظمة أطباء بلا حدود من تزايد الضغط على النظام الصحي المنهار وتراجع الدعم الإنساني، مع ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد وتسريع موسم الأمطار لانتشار العدوى ووجود سرَدٍ لمرض الحصبة في مناطق خاضعة للحوثيين.