يصنَّف الانسداد الرئوي المزمن كأحد أبرز التحديات الصحية عالمياً، فقد تسبّب في وفاة نحو 3.5 مليون شخص عام 2021 ويحتل المرتبة الرابعة بين أسباب الوفاة بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، وفي الولايات المتحدة يعاني منه حوالي 6% من البالغين ويُعد من بين الأسباب العشرة الأولى للوفاة وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ما هو الانسداد الرئوي المزمن
يعرف المرض بأنه مجموعة اضطرابات تحد من تدفق الهواء داخل الرئتين وتجعل التنفس صعباً، ويشمل نوعين رئيسيين: النفاخ الرئوي حيث تتلف الحويصلات الهوائية وتفقد قدرتها على تبادل الأكسجين، والتهاب الشعب الهوائية المزمن الذي يظهر كالتهاب طويل في المسالك الهوائية مع إفراز زائد للمخاط وسعال مستمر. الحالة مزمنة وتتطور تدريجياً وتتطلّب متابعة وعلاجاً مستمراً لتخفيف الأعراض وتحسين نوعية الحياة.
عوامل الخطر
يعتبر التدخين العامل الأكثر ارتباطاً بالإصابة، لكن المخاطر لا تقتصر على المدخنين فقط وتشمل التعرض للتدخين السلبي وتلوّث الهواء والغبار والمواد الكيميائية في بيئة العمل ووجود تاريخ مرضي للربو والعوامل الوراثية، ومن اللافت أن نحو شخص من كل أربعة مصابين لم يدخّنوا من قبل مما يبرز أهمية الفحص المبكر عند ظهور الأعراض.
علامات تستدعي الانتباه
قد تشير الإصابة إلى التهابات رئوية متكررة مثل الالتهاب الرئوي وسعال مزمن مع بلغم وصعوبة متزايدة في التنفس وصفير أو شعور بضيق في الصدر وإرهاق دائم مع تراجع القدرة على بذل المجهود.
مضاعفات وخطورة
حتى الحالات الخفيفة قد ترفع معدلات الوفاة، وترتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية والسرطان، كما تجعل المصاب أكثر عرضة للإصابات التنفسية الحادة مثل الإنفلونزا وCOVID-19.
كيف يمكن التعايش والعلاج
يشمل التحكم بالإصابة الإقلاع الفوري عن التدخين والحفاظ على النشاط البدني والالتحاق ببرامج إعادة التأهيل الرئوي والحصول على التطعيمات الدورية ضد الأمراض التنفسية مثل الإنفلونزا وCOVID-19 والسعال الديكي وRSV والمكورات الرئوية، كما تُستخدم أدوية موسعات الشعب الهوائية ومضادات الالتهاب مع تقليل التعرض للتلوث والدخان السلبي.
كشفت دراسة نُشرت في NEJM Evidence أن نحو 4.5% من البالغين دون سن الخمسين يعانون من انسداد رئوي مبكر، ما يزيد فرصة دخول المستشفى بسبب أمراض تنفسية خطيرة ويرفع خطر الوفاة قبل سن 75 بمعدل يتجاوز 1.4 مرة مقارنة بغير المصابين.