التعرّض المتكرر لموجات الحرّ قد يسرّع شيخوخة أجسامنا

أظهرت دراسة أجراها باحثون تايوانيون ونُشرت في مجلة Nature Climate Change أن التعرض المتكرر لموجات الحر يسرّع عملية الشيخوخة بنحو 3%، ما يجعل العمر البيولوجي لبعض الأشخاص أكبر من عمرهم الفعلي.

ركزت الدراسة على آثار الحرارة على المدى الطويل بعيداً عن المخاطر قصيرة الأمد مثل الجفاف أو اضطرابات القلب والأوعية الدموية.

استند الباحثون إلى بيانات صحية لأكثر من 20 ألف شخص تابعوا على مدار 15 سنة، وخضع المشاركون لسلسلة اختبارات لتحديد العمر البيولوجي تضمنت قياس مستويات الألبومين ووظائف الكبد، وقياس ضغط الدم، وقدرة الرئة على الزفير السريع، ثم طابقت هذه البيانات مع مكان إقامة كل شخص لتقدير مدى تعرضه للحرارة عبر السنوات.

أظهرت النتائج أن الأشخاص الأكثر تعرضاً للحرارة تتسارع لديهم عملية الشيخوخة بمعدل يقارب 3% سنوياً مقارنة بعمرهم الفعلي، وهو تأثير يقارن بعوامل خطر أخرى مثل سوء التغذية وقلة النشاط البدني بحسب ما ذكر البروفيسور إيف رولاند، اختصاصي الشيخوخة في تولوز، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة قد تصيب جميع الفئات العمرية.

أوضحت الدراسة أن التأثيرات تختلف حسب نمط الحياة؛ فالعمال اليدويون وسكان المناطق الريفية والأشخاص الذين يفتقرون لتكييف الهواء هم الأكثر تأثراً. ومع ذلك حذر الباحثون من تعميم النتائج بسبب اختلاف المناخ وخصائص السكان في دول أخرى، وأشار البروفيسور بول بيجز، اختصاصي الصحة البيئية، إلى أن الدراسة تمثل مؤشراً مهما لكنها ليست قاطعة.

خلص الخبراء إلى أن هذه الدراسة تعزز فهم التأثيرات الصحية لموجات الحر الطويلة الأمد وتؤكد وجود علاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وتسريع الشيخوخة، مع ضرورة إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج على نطاق عالمي.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر