تجنّب الاعتماد على الصيام المتقطع كحل سريع لفقدان الوزن دون أن تضع في اعتبارك مخاطره وآثاره الطويلة على صحتك. الصيام المتقطع يعتمد على فترات تبديل بين الأكل والصيام، مثل نظام 16:8 (تناول الطعام 8 ساعات وصيام 16 ساعة) أو نظام 5:2 (أيام عادية وأيام سعرات قليلة)، ويُروَّج له لبساطة الالتزام بفترات زمنية محددة لتناول الطعام.
أسباب تجعلك تتجنب الصيام المتقطع
يسبب الصيام في كثير من الحالات صداعًا ودوخة وشعورًا بالتعب وانخفاضًا في الطاقة بسبب انخفاض سكر الدم أو الجفاف أو اختلال الأملاح، وقد يشعر الناس أيضًا بالخمول وتشوش الذهن والانفعالية، ومع مرور الوقت قد يبقى التعب مستمرًا مما يؤثر على العمل والتركيز والمزاج.
تُظهر أبحاث أن حصر تناول الطعام في فترات قصيرة قد يرتبط بزيادة مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المتعلقة بها مقارنةً بتوزيع الوجبات على فترات أطول خلال اليوم، لذلك يحذر الأطباء خاصة الأشخاص ذوي أمراض القلب من اتباع جداول صيام قاسية.
قد يؤدي تقليص وقت الأكل أو خفض السعرات بشكل كبير إلى فجوات غذائية تجعل الحصول على بروتين كافٍ وفيتامينات ومعادن صعبًا، وهذا يمثل خطرًا على كبار السن الذين قد يفقدون كتلة عضلية ويضعفون مناعة أجسامهم وتتدهور صحة العظام، كما أن خسارة كتلة الجسم النحيلة تُضعف القدرة على التمرين والتعافي.
يزيد الصيام المتقطع من احتمال الإفراط في تناول الطعام بعد فترات الجوع لأن هرمونات الجوع ومراكز المكافأة في المخ تتفاعل بقوة، ما قد يؤدي إلى أكل مفرط يعرقل فقدان الوزن ويُبطئ الأيض؛ ومع الوقت قد تنتج دورة من التقييد ثم الإفراط تؤثر سلبًا على النتائج الصحية والوزن.
يرتبط التقييد الغذائي بفئات أكبر من اضطرابات الأكل، لا سيما لدى المراهقين والشباب والنساء، وقد ترتفع احتمالات الشعور بالذنب والقلق حول الطعام وظهور أنماط شراهة، كما أن الجمع بين الصيام وأنظمة غذائية مقيدة يزيد هذه المخاطر.
قد يرفع تخطي الوجبات مستوى هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وإجهاد القلب واختلال في توازن الأيض، كما أن الصيام الطويل (مثل 16–18 ساعة أو أكثر) قد يزيد خطر تكوّن حصوات المرارة عند بعض الأشخاص نتيجة قلة إفراغ المرارة.
يصعب كثيرًا استمرار الصيام المتقطع لدى كثيرين، وتُظهر دراسات معدلات انقطاع مرتفعة تصل إلى نحو ثلث المشاركين، ومع ضعف الالتزام تنتج دورات إحباط وتقلبات في الوزن وضغط نفسي، لذا قد لا يكون هذا النهج مستدامًا أو مناسبًا لمن يتعافى من اضطرابات الأكل أو لمن يحتاج إلى نظام ثابت طويل المدى.