قال مارتن كوردينر، عالم الفيزياء الفلكية الجزيئية في ناسا وقائد الفريق: “تُقدم نتائجنا الجديدة أقوى دليل حتى الآن على أن بعض المذنبات، الشبيهة بمذنب هالي على الأقل، حملت ماءً له نفس بصمة الماء الموجود على الأرض، مما يدعم فكرة أن المذنبات ربما ساهمت في جعل كوكبنا صالحًا للحياة”.
اكتشف الباحثون هذه الدلائل أثناء رصد مذنب 12P/Pons-Brooks المعروف بـ”مذنب الشيطان” باستخدام مصفوفة أتاكاما الكبيرة المليمترية/دون المليمترية (ALMA) وتلسكوب الأشعة تحت الحمراء التابع لناسا (IRTF). وينتمي هذا المذنب إلى فئة المذنبات من نوع هالي التي تتراوح فترات مداراتها بين 20 و200 سنة.
حلل الفريق نسبة الديوتيريوم إلى الهيدروجين العادي (D/H) في ماء المذنب باستخدام بيانات ALMA وIRTF، حيث تُعد هذه النسبة “بصمة كيميائية” لتتبع أصل الماء. وأظهرت النتائج أن مياه مذنب الشيطان لا يمكن تمييزها تقريبًا عن مياه الأرض.
تكمن أهمية الاكتشاف في أن قياسات سابقة لمذنبات من نوع هالي أظهرت نسب D/H مختلفة، ما كان يضع شكوكًا حول فكرة أن المذنبات جلبت الماء إلى الأرض، لكن الاكتشاف الجديد يعزز هذه الفرضية.
تمثل ملاحظات ALMA لمذنب الشيطان أول مرة تُرسم فيها خريطة لمياه مذنب بهذا التفصيل، حيث درس الفريق الماء الخفيف (H2O) والماء الثقيل (HDO) وحلل غازات المذنب لمعرفة تركيبها ومصدرها.
قالت ستيفاني ميلام، عالمة المشروع في ناسا والمؤلفة المشاركة في الدراسة: “من خلال رسم خريطة لكل من الماء الخفيف والثقيل في ذؤابة المذنب، يمكننا معرفة إذا كانت هذه الغازات تأتي من الجليد المتجمد داخل نواة المذنب أم تتشكل من تفاعلات كيميائية أو عمليات أخرى في ذؤابة الغاز”.