أظهرت دراسة حديثة أن ستة محليات صناعية — الأسبارتام والسكرين والأسيسلفام بوتاسيوم والإريثريتول والإكسيليتول والسوربيتول — قد تسرّع شيخوخة الدماغ وتزيد من علامات الخرف، مع ارتباط واضح بتراجع الذاكرة واللغة ومهارات التفكير.
مخاطر المحليات
تُستخدم هذه المحليات للتحكم بالوزن ومستوى السكر ولتجنب تسوّس الأسنان، وتوجد في منتجات “خالية من السكر” مثل المشروبات الغازية منخفضة السعرات والحلويات والزبادي والوجبات الخفيفة والمشروبات القائمة على الحليب، وتظهر في علامات تجارية معروفة.
وُجد أن الأشخاص الذين استهلكوا أكبر كمية من هذه المحليات كانت أدمغتهم تتقدم في العمر أسرع بنحو 1.6 سنة مقارنة بمن تناولوا أقل كمية؛ كان متوسط الاستهلاك الأعلى نحو 190–200 ملغ يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا محتوى علبة واحدة من مشروب دايت.
أظهرت أبحاث سابقة وآليات محتملة توضيحًا للمخاطر، فالأسبارتام يتحلل إلى مركبات قد تؤذي خلايا الدماغ وتؤثر على الذاكرة ومهارات التفكير، كما ارتبط الإريثريتول بتلف الأوعية الدموية مما قد يقلل تدفق الدم ويزيد خطر السكتة الدماغية ويضعف وظائف المخ.
نُشرت الدراسة في مجلة علم الأعصاب، وتتبّع الباحثون أكثر من 12 ألف بالغ برازيلي لمدة ثماني سنوات لتقييم تأثير هذه المحليات على مهارات التفكير. شمل المشاركون موظفين حكوميين من ست مدن رئيسية بمتوسط عمر 52 عامًا ضمن مشروع ELSA‑Brasil الذي بدأ عام 2008، واستخدموا استبيانًا عن ما تناولوه خلال العام السابق واجتُربت لديهم مهام معرفية مثل تذكر الكلمات وتسمية الكلمات المتكررة ثلاث مرات خلال الدراسة.
قسّم العلماء المشاركين إلى ثلاث مجموعات حسب كمية التحلية اليومية: منخفضة (حوالي 20 ملغ)، ومتوسطة (حوالي 66 ملغ)، وعالية (حوالي 191 ملغ)، وبيّنت النتائج أن حتى الاستهلاك المنخفض المرتبط بأقل من علبة واحدة يوميًا رُبط بمستوى من تدهور الوظائف العقلية، مع تأثير أكبر في المجموعتين الوسطى والعالية. لوحَظ التأثير لدى المصابين بالسكري وغير المصابين، لكنه كان ملحوظًا فقط لدى من تقل أعمارهم عن 60 عامًا، حيث ارتبط الاستهلاك اليومي حتى بكميات صغيرة بتدهور معرفي أسرع مقارنة بالاستخدام العرضي أو عدم الاستخدام.
اختبر الباحثون أيضًا التاجاتوز، وهو مُحلي طبيعي موجود في بعض الفواكه ومنتجات الألبان، فلم يرتبط بأي تدهور في صحة الدماغ. وحذر طبيب من جامعة راش في شيكاغو من أن ما نأكله في منتصف العمر قد يؤثر على صحة الدماغ في السنوات اللاحقة.