يُعد ارتفاع إنزيمات الكبد مؤشراً على وجود التهاب أو تلف في خلايا الكبد، وهذا الارتفاع ليس مرضًا بحد ذاته لكنه قد ينذر بمشكلة صحية تستدعي المتابعة لمنع تدهور الحالة.
أوضح الدكتور مصعب إبراهيم، استشاري الجهاز الهضمي وصحة الكبد، أبرز أسباب ارتفاع الإنزيمات وقدم نصائح عملية لخفضها ودعم وظائف الكبد.
ما المقصود بارتفاع إنزيمات الكبد؟
يضخ الكبد عدة إنزيمات مهمة، من أبرزها ألانين ترانساميناز (ALT) وأسبارتات ترانساميناز (AST)، وعند تلف خلايا الكبد أو التهابها تُطلَق هذه الإنزيمات بكميات أكبر إلى مجرى الدم، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوياتها في نتائج التحاليل المخبرية.
الأسباب الشائعة
تتضمن الأسباب الشائعة تراكم الدهون في الكبد (الكبد الدهني)، العدوى الفيروسية مثل التهاب الكبد A وB وC، تناول أدوية تؤثر على وظائف الكبد، الإفراط في تناول الكحول، السمنة ومرض السكري، أمراض المناعة الذاتية، كما قد يسبب الإجهاد البدني الشديد أو الصيام الطويل ارتفاعًا مؤقتًا في الإنزيمات.
نصائح للتعامل مع ارتفاع الإنزيمات
الامتناع عن الكحول تمامًا خطوة أساسية لأن حتى الكميات القليلة قد تزيد عبء الكبد، وينصح باتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والدهون الصحية مثل زيت الزيتون والمكسرات مع تجنب الأطعمة المقلية والدهون المشبعة والسكريات المكررة. يساعد فقدان الوزن التدريجي في حال وجود سمنة على تحسين حالة الكبد وتقليل الالتهاب، إذ أن خسارة 5–10% من الوزن قد تُظهر تحسناً واضحاً، وممارسة الرياضة المعتدلة مثل المشي 30 دقيقة يومياً تساهم في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل دهون الكبد.
ينبغي شرب كمية كافية من الماء للمساعدة في طرد السموم وتخفيف العبء عن الكبد، وتجنب تناول الأدوية دون استشارة طبية لأن بعض المسكنات مثل الباراسيتامول بجرعات زائدة قد ترفع الإنزيمات، كما يُستحسن الابتعاد عن المكملات العشبية غير الموثوقة لأن بعضها قد يضر بالكبد. وأخيرًا، تساعد المتابعة الدورية بتحاليل الدم على متابعة مستوى الإنزيمات ومعرفة مدى التحسّن.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الإنزيمات مرتفعة لأكثر من بضعة أسابيع أو ظهرت أعراض مثل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، الغثيان أو القيء المستمر، التعب الشديد، أو آلام في أعلى البطن، حيث يحدد الطبيب السبب الدقيق ويضع خطة علاج مناسبة.
