استشارى نفسى يحذر: روبلوكس قد يدفع الطفل إلى العزلة — مخاطر ونصائح عملية

تحولت لعبة روبلوكس في السنوات الأخيرة من مجرد منصة ترفيهية للأطفال والمراهقين إلى مساحة واسعة تحمل مخاطر نفسية واجتماعية يمكن أن تكون خطيرة أحيانًا.

واجهت روبلوكس دعاوى قضائية عديدة بسبب قضايا ابتزاز واستغلال جنسي للأطفال، وكشفت هذه القضايا أن ما يبدو آمنًا قد يتحول إلى “كابوس رقمي” يترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة مثل القلق المستمر واضطرابات النوم والشعور بالعزلة.

المخاطر النفسية والاجتماعية

قال الدكتور أمجد العجرودي، استشاري الطب النفسي، إن التحديات التي تفرضها المنصة تتجاوز الترفيه؛ فالطفل الذي يقضي وقتًا طويلاً فيها يصبح أكثر عرضة للانعزال الاجتماعي وضعف التواصل الأسري وتراجع التحصيل الدراسي، والتعلق المفرط يشبه أعراض الإدمان حيث يفقد القدرة على ضبط وقت اللعب ويشعر بالتوتر والقلق عند منعه.

هل اللعبة إدمان؟

تستغل روبلوكس ما يُعرف بالتعزيز المتقطع، وهو نمط يجعل اللاعب يسعى دائمًا للمكافأة التالية، ما يولد شعورًا بالإنجاز مؤقتًا لكنه يقود إلى تعلق مرضي وفقدان السيطرة، وتظهر نتائج ذلك في تراجع النوم واضطرابات المزاج التي قد تصل للاكتئاب والعدوانية.

التأثيرات النفسية والسلوكية

من أبرز التأثيرات الإدمان العقلي والسلوكي حيث يقضي الطفل ساعات طويلة أمام الشاشة، والتشويش الذهني نتيجة تعرضه لمحتويات غير مناسبة للعمر، وضعف التواصل الواقعي لأن اللاعب ينشغل بشخصيات افتراضية بدل تكوين صداقات حقيقية.

العنف الرقمي

تحتوي بعض ألعاب المنصة على مشاهد وأنماط تشجع على العنف أو إيذاء النفس بأسلوب يظهرها كـ”تحديات” مرحة للمستخدمين الصغار، وهذا قد يطبع سلوكًا عدوانيًا ويزيد احتمالات تقليده في الواقع، وسجلت عدة دول حالات لأطفال تأثروا بمحتوى رقمي دفعهم لمحاولات إيذاء النفس.

مخاطر التواصل والابتزاز

يفتح التواصل مع غرباء في روبلوكس أبوابًا للابتزاز الجنسي وبيع وشراء صور غير لائقة، حيث يتم إغراء الأطفال بإرسال صور حساسة مقابل عملة افتراضية داخل اللعبة، وهذه التجارب تترك جروحًا نفسية واجتماعية يصعب علاجها.

الأثر الأخلاقي والديني

قد تروج بعض محتويات المنصة لأنماط سلوكية غير سوية وتشجع على انحراف تدريجي عن القيم الدينية والأخلاقية، ما يهدد تشكّل هوية الطفل ويؤثر في مبادئه وقيمه.

نصائح للوالدين وحلول عملية

يجب على الأهل متابعة وقت اللعب والمحتوى الذي يشارك فيه الطفل، وفتح حوار صريح لبناء الثقة ليشارك تجاربه دون خوف، مع تشجيع أنشطة رياضية وفنية كبدائل صحية لتفريغ الطاقة بعيدًا عن الشاشات.

ينبغي تعليم الأطفال قواعد الأمان على الإنترنت وأهمية عدم مشاركة المعلومات أو الصور الشخصية، وأن يكون الآباء قدوة في استخدام الإنترنت بشكل متوازن ليكتسب الطفل سلوكًا واعيًا.

على مستوى الحلول العملية، يمكن فرض قيود عمرية صارمة على المنصة واعتماد تقنيات تحقق من الهوية للحد من تزييف الأعمار، مع تعزيز التعاون بين الحكومات والشركات لحماية حقوق الصغار وإدماج مناهج مدرسية تُعلّم أسس التعامل مع المخاطر الرقمية.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر