أثار الإعلامي عمرو أديب جدلاً بعد إعلانه إنه أنفق مبالغ كبيرة على فيتامينات ومكملات يعتقد أنها تطيل العمر ويتمنى توافرها بالسوق المحلي.
جاء الجدل لأن فوائد الفيتامينات على إطالة العمر محل نقاش علمي واسع، فبينما قد تحمي بعض المغذيات من مشكلات صحية معينة، تشير أبحاث كثيرة إلى أن تأثيرها على زيادة طول العمر ضئيل أو معدوم.
دراسة كبيرة
حلّل فريق بحثي بيانات نحو 390 ألف بالغ يتمتعون بصحة عامة جيدة من ثلاث دراسات أمريكية كبرى أُطلقت في التسعينيات، وتابَع المشاركين لأكثر من عشرين عاماً، فوجد الباحثون أن تناول الفيتامينات المتعددة يومياً لم يقلل خطر الوفاة، بل ارتبط بزيادة طفيفة في خطر الوفاة خلال السنوات الأولى من المتابعة بنسبة تقارب 4%، ونشرت النتائج في مجلة علمية مرموقة مع تعليق حكومي مفاده أن استخدام الفيتامينات المتعددة لتحسين طول العمر غير مدعوم.
على مستوى الاستخدام، يتناول نسبة كبيرة من البالغين في دول مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة مكملات فيتامينات بشكل متكرر، وتقدَّر قيمة سوق هذه المكملات بمليارات الدولارات سنوياً.
مخاطر وفوائد محددة
حذّر الباحثون من أن بعض المكملات قد تضر؛ فمثلاً مكملات بيتا كاروتين ارتبطت بزيادة خطر سرطان الرئة وأمراض القلب لدى مدخنين أو مجموعات معينة، وإضافة الحديد إلى بعض التركيبات قد تؤدي لتراكمه في الجسم مما يرفع مخاطر أمراض القلب والسكري والخرف. بالمقابل، ثبُتت فائدة فيتامين سي تاريخياً في علاج داء الإسقربوط، وتوجد أدلة أن مجموعات مثل بيتا كاروتين وفيتامينات سي وهـ والزنك قد تبطئ تقدم التنكس البقعي المرتبط بالعمر لدى بعض المرضى.
كما وجدت دراسة أولية عام 2022 مؤشرات أن الفيتامينات المتعددة قد تبطئ التدهور المعرفي لدى كبار السن، لكن النتائج ما تزال بحاجة إلى دراسات أوسع لتأكيدها.
يؤكد الأخصائيون أن الفيتامينات لا تُعوِّض سوء النظام الغذائي، وأن الخيار الأفضل هو تناول أطعمة صحية متوازنة توفر مجموعة من المغذيات والألياف مع تقليل الدهون المشبعة والكوليسترول، مع الأخذ بعين الاعتبار أن مكملات محددة قد تكون مفيدة لمجموعات معينة مثل فيتامين د خلال فصول الشتاء أو مكملات فيتامين ب12 للنباتيين.