تُعد أمراض القلب السبب الرئيسي للوفاة حول العالم، وتحدث كثير من النوبات القلبية في ساعات متأخرة من الليل أو في ساعات الصباح الباكرة، لذا فإن معرفة الأسباب التي تجعلها أكثر شيوعًا ليلاً يساعد على اتخاذ تدابير وقائية لحماية القلب.
تلعب الساعة البيولوجية أو الإيقاع اليومي دورًا مهمًا في تنظيم وظائف الجسم، بما في ذلك نشاط القلب، وحين تنخفض الحركة والنشاط في الصباح المتأخر ومنتصف الليل تحدث تغيّرات فسيولوجية تجعل القلب أكثر عرضة لعوامل التوتر.
لماذا تحدث النوبات القلبية ليلاً؟
يمكن أن يؤدي انقطاع التنفّس أثناء النوم إلى انخفاض مؤقت في الأكسجين، ما يزيد إجهاد الجهاز القلبي الوعائي ويهيئ لحدوث نوبة قلبية، كما أن بطء معدّل ضربات القلب أثناء النوم العميق قد يسبّب عدم انتظام في النبض لدى من لديهم أمراض قلبية سابقة، مما يزيد خطر النوبة المفاجئة. كذلك قد تسهم زيادة نشاط العصب المبهم في عدم استقرار نظم القلب، وفي بعض الحالات تؤدي إلى تباطؤ شديد أو توقف انقباض القلب، ويصبح مزيج هذه العوامل خطيرًا لدى المصابين بانقطاع التنفّس النومي أو أمراض قلبية. كما أن ارتفاع سكر الدم بعد العشاء يسبب التهابًا وتلفًا للأوعية الدموية، وتزداد خطورة ذلك بسبب انخفاض حساسية الأنسولين ليلًا وارتفاع الاستجابة الالتهابية، إضافةً إلى التقلبات الطبيعية في ضغط الدم وانقباض الأوعية الدموية خلال الليل التي تهيئ بيئة مناسبة لحدوث مشاكل قلبية.
طرق لتقليل خطر النوبات القلبية ليلاً
افحص ضغط دمك بانتظام وإذا كنت معرضًا لارتفاعه فقم بقياسه صباحًا ومساءً أسبوعيًا ودوّن النتائج لمراجعتها مع طبيبك، واحرص على شرب كمية كافية من الماء خلال النهار وتناول كوب قبل النوم وآخر عند الاستيقاظ لتجنب الجفاف. عالج مشكلات مثل التوتر وانقطاع التنفس النومي لأنهما يسببان الاستيقاظ المفاجئ والاختناق الليلي، وتجنّب النظام الغذائي الغني بالسكر والدهون المشبعة واحرص على تناول الوجبات في مواعيدها وتفادي الوجبات الخفيفة المتأخرة. مارس نشاطًا بدنيًا معتدلًا يوميًا لتحسين الدورة الدموية ووظائف القلب، واتّبع تعليمات طبيبك بدقة بشأن أدوية القلب ومواعيدها إذا كنت تعاني من مشكلة قلبية.
