اعتمدت ربات البيوت في أربعينيات القرن الماضي على إعادة التدوير والإصلاح كأسلوب حياة، فحوّلن الفساتين البالية إلى ملابس أطفال، وإعادة استخدام الأقمشة لصنع ألحفة، ورتقن الجوارب وترقعن الملابس وركّبن الأزرار بمهارة لتقليل الحاجة إلى شراء جديد.
كانت الزراعة المنزلية جزءًا محوريًا من الحياة آنذاك، فانتشرت حدائق النصر حيث زرعت العائلات خضروات وفواكه وأعشاب في أي مساحة متاحة، وحتى شرفات المنازل وأطراف النوافذ صارت تُستخدم لزراعة ما يكفي من الطعام الطازج، ما عزّز الاستقلالية ووفّر منتجات خالية من المبيدات.
اعتمدت ربات البيوت على الطبخ الإبداعي بميزانية محدودة، فصبغن الوجبات بالاعتماد على الأرز والبطاطس والخضراوات واستخدمن اللحوم باعتدال لإضافة نكهة، وكان الحساء واليخنيات من الوجبات الشائعة، وهذا النهج يقلل التكاليف ويقلل هدر الطعام إذا عمل به اليوم.
حوّلت الحاجة الأشياء اليومية إلى عناصر مفيدة وعمليات مستدامة؛ فقد استُخدمت الصحف كورق تغليف، وصُنعت السجّاد من بقايا الأقمشة، وصُنعت أكياس التسوق من جولات الدقيق، وحتى بقايا القهوة كانت تُستخدم كسماد للحدائق، مما أعطى كل منزل لمسة شخصية وفائدة عملية.
قدّمت ربات البيوت هدايا مصنوعة باليد بدلاً من الشراء المكلف، فنسجن جوارب يدوية وصنّعن ألعابًا خشبية وقدمن مربيات وحلوى منزلية، وهذه الأفكار لا تزال مفيدة اليوم لإعداد هدايا اقتصادية وصحية ومعبرة في المناسبات.