أصبح المنظار الطبي أداة إنقاذ وتشخيص أساسية للأطفال وليس محصورًا في الكبار فقط، خصوصًا عند ابتلاعهم أجسامًا غريبة أو ظهور أعراض مرضية لا تكفي الفحوص التقليدية لتحديد سببها.
كيف يعمل المنظار وما يميزه؟
المنظار عبارة عن أنبوب مرن مزود بكاميرا وأدوات دقيقة تسمح للطبيب برؤية بطانة المريء والمعدة والأمعاء مباشرةً. هذه الرؤية الحية تساعد على تشخيص الحالة بدقة وفي الوقت نفسه تتيح التدخل العلاجي الفوري، مثل إيقاف النزيف أو إزالة جسم غريب، بخلاف الأشعة أو السونار التي تعطي صورًا عامة فقط.
ابتلاع الأجسام الغريبة عند الأطفال
الأطفال أكثر عرضة لابتلاع عملات معدنية أو أزرار أو قطع بلاستيك صغيرة أو بطاريات دائرية، وهذه الأشياء قد تستقر في المريء أو المعدة وتشكل خطرًا مباشرًا. يتيح المنظار الإمساك بهذه الأجسام بأدوات دقيقة وسحبها خارج الجهاز الهضمي دون الحاجة إلى جراحة مفتوحة، وقد أنقذت هذه الطريقة مئات الحالات بفضل التدخل السريع.
متى نلجأ لمنظار الأطفال؟
يُستخدم المنظار أيضًا عند استمرار القيء أو الترجيع المزمن، أو عند وجود صعوبة في البلع، أو عند الاشتباه بعيوب خلقية في المريء أو المعدة. كما نُوّه في مناسبة طبية متخصصة بأهمية تدريب الأطباء وتطوير خبراتهم في هذا المجال الحيوي لضمان أفضل نتائج للأطفال والبالغين.
بين التشخيص والعلاج.. فرق واضح
يميز المنظار قدرته على الجمع بين التشخيص والعلاج في آن واحد؛ فمثلًا يمكنه كشف نزيف داخلي ناجم عن دوالي المريء أو قرحة نشطة وفي نفس الوقت إيقاف النزيف بأدوات خاصة، ما يقلل الحاجة إلى جراحات تقليدية وينقذ حياة المرضى.
الوقاية والكشف المبكر
يلعب المنظار دورًا وقائيًا من خلال متابعة المرضى الأكثر عرضة للقرح أو الأورام، لا سيما من لديهم تاريخ عائلي أو أمراض مزمنة مثل التهاب الكبد أو ارتجاع المريء المزمن. الفحص المبكر بالمنظار يساعد على اكتشاف التغيرات في مراحلها الأولى، مما يزيد فرص العلاج الناجح.
تُعد المناظير خط الدفاع الأول في التعامل مع أمراض الجهاز الهضمي وإنقاذ حياة الأطفال والكبار على حد سواء، فهي أداة دقيقة للتشخيص ووسيلة علاجية فعالة وآمنة لإزالة الأجسام الغريبة وتقليل المضاعفات الخطيرة.
