نركّز غالبًا على الوزن أو المظهر، لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن السمنة تخل بتوازن الجسم بهدوء وتؤثر على أعضاء حيوية مثل الكلى والبروستاتا، إذ تغيّر السمنة مستويات الهرمونات وإشارات النمو بطرق خفية قد تجعل خلايا البروستاتا تتصرف بشكل مختلف، وفقًا لتقرير موقع “تايمز أوف إنديا”.
لماذا يزيد خطر مشاكل الكلى والبروستاتا لدى المصابين بالسمنة؟
يتعرّض الأشخاص ذوو الوزن الزائد لمشاكل الكلى والبروستاتا في مراحل متقدمة أكثر من غيرهم، لأن الوزن الزائد يضع ضغطًا أكبر على الكلى ويسرع تدهور وظيفتها، وخاصة إذا كان المصاب يعاني أيضًا من داء السكري أو ارتفاع ضغط الدم فالتدهور يكون أسرع. أما بالنسبة للبروستاتا، فالتغيرات الهرمونية والتضخم قد تخفي العلامات التحذيرية المبكرة لتغيرات التبول، وقد تقلل السمنة قدرة طبيب المسالك على اكتشاف عقيدات مريبة أثناء الفحص الشرجي الرقمي، مما يؤخّر تشخيص سرطان البروستاتا.
هل دهون البطن أكثر خطورة من الوزن العام؟
تعتبر الدهون الحشوية في البطن أكثر نشاطًا من الدهون الموجودة في أماكن أخرى، لأنها تفرز موادًا التهابية وهرمونات تؤثر على مقاومة الأنسولين وضغط الدم ونمو الخلايا، وهذه العوامل تزيد خطر تلف الكلى وسرطان البروستاتا. لذلك قد يكون محيط الخصر مؤشرًا أكثر وضوحًا للمخاطر الصحية من مجرد رقم الوزن أو مؤشر كتلة الجسم.
العلامات المبكرة لمشاكل الكلى والبروستاتا المرتبطة بالسمنة
يمكن أن تظهر علامات مثل انتفاخ مستمر في الساقين أو الوجه، بول رغوي غير طبيعي، تعب غير مبرر، أو تغيرات في عادات التبول، كما قد يكون استمرار ارتفاع ضغط الدم رغم العلاج علامة على مشكلة كلوية. أما أعراض مشاكل البروستاتا فتشمل التردد عند بدء التبول أو ضعف تدفق البول أو الاستيقاظ الليلي المتكرر للتبول أو الشعور بعدم إفراغ المثانة بالكامل. غالبًا ما تكون هذه المشاكل في مراحلها المبكرة غير واضحة، لذا يصبح الفحص المبكر مهمًا خصوصًا لدى المصابين بالسمنة.
هل يساعد فقدان الوزن في تحسين الحالة؟
يمكن لفقدان الوزن المستمر أن يحدث فرقًا كبيرًا؛ فخسارة الوزن تقلل فقدان البروتين في البول وتخفض ضغط الدم وتساعد على إبطاء تقدم الفشل الكلوي، كما أنها تساهم في استعادة توازن الهرمونات وتقليل الالتهاب في البروستاتا، ما قد يبطئ نمو السرطان ويخفف أعراض التضخم الحميد. وتتحقق الفوائد الحقيقية عندما تكون خسارة الوزن تدريجية ومبنية على عادات صحية ثابتة وليس عبر حلول سريعة أو منتجات غير آمنة.
ما التمارين والتغييرات الغذائية الفعّالة؟
يوصى بممارسة نحو 150 دقيقة أسبوعيًا من التمارين الهوائية المعتدلة مثل المشي السريع أو السباحة أو ركوب الدراجات، مع إضافة تمارين قوة مرتين في الأسبوع. من الناحية الغذائية، يساعد تقليل تناول اللحوم الحمراء والدهون المشبعة والأطعمة المصنعة وزيادة الحبوب الكاملة والبقوليات والخضراوات والدهون المفيدة مثل المكسرات وزيت الزيتون على تحسين الصحة. يجب أيضًا ضبط استهلاك الملح لدعم الكليتين، الحرص على شرب كمية كافية من الماء يوميًا، وتجنب المشروبات السكرية لتسهيل الحفاظ على وزن صحي وتقليل الالتهابات الخفية.
متى يجب إجراء الفحوصات المبكرة؟
تزيد السمنة من احتمال حدوث مشاكل في الكلى والبروستاتا، لذلك لا يُنصح بالانتظار لظهور الأعراض. ينبغي على الرجال الذين يعانون من السمنة التفكير في فحوصات مبكرة ومتكررة لوظائف الكلى عبر تحليل البول والدم، والبدء بتقييمات البروستاتا بما في ذلك قياس مستضد البروستاتا النوعي وفحص المستقيم الرقمي، وبالأخص إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان البروستاتا، لأن الكشف المبكر يساعد على تدخل أقل توغلاً وأكثر فعالية.