يُسبِّب فيروس الهربس البسيط التهابًا في الفم يظهر عادة على شكل قروح مؤلمة مع احمرار وتورم في اللثة والشفتين.
يصيب هذا الالتهاب الأطفال كثيرًا في مرحلة الطفولة، وقد يلتقط بعض الأطفال الفيروس مبكرًا دون ظهور أعراض واضحة بينما يعاني آخرون من تقرحات فموية مع فقدان الشهية وارتفاع في درجة الحرارة وخمول عام أحيانًا.
الأعراض التي يجب مراقبتها
تبدأ الأعراض بظهور بثور صغيرة تتحول إلى تقرحات مؤلمة، وقد يرفض الطفل الطعام أو الشراب مما يزيد خطر الجفاف، كما يظهر بكاء متكرر وانزعاج واضح، وقد تصاحب الحالة حمى خفيفة إلى متوسطة وأحيانًا صداع.
المسبب والعوامل المؤثرة
السبب هو فيروس الهربس البسيط من النوع الأول، وينتقل بسهولة بين الأطفال بالتلامس المباشر. وتزيد شدة المرض أو احتمالية الإصابات عوامل مثل ضعف جهاز المناعة، الضغط النفسي أو الإجهاد البدني، الطقس البارد أو وجود جروح داخل الفم. وتُعرف النوبات المتكررة لاحقًا بقروح البرد وليست دائمًا التهاب فم شامل.
التشخيص
يعتمد الأطباء في العادة على شكل القروح والأعراض لتشخيص الحالة، وتُجرى الفحوصات المخبرية نادرًا إلا في حالات معقدة مثل الأطفال ذوي المناعة الضعيفة.
العلاج والرعاية المنزلية
يركز العلاج على تخفيف ألم الطفل وتحسين راحته أكثر من محاولة القضاء على الفيروس، فيُستخدم المسكن الملائم بانتظام لتخفيف الألم وتشجيع الطفل على شرب السوائل للحفاظ على الترطيب، ويُقدّم له مشروبات باردة أو حلوة قليلًا لزيادة الرغبة في الشرب. كما يمكن وضع جل مخدر موضعي على أماكن التقرح ومنحه راحة كافية مع تجنب الأطعمة الحارة أو الحمضية، وإذا ظهر جفاف واضح قد يحتاج الطفل إلى دخول المستشفى.
في حالات الأطفال ذوي المناعة الضعيفة قد يُصرف دواء مضاد للفيروسات إذا بدأ العلاج مبكرًا خلال أول 72 ساعة.
متى تلجأ إلى الطوارئ
يجب الحصول على رعاية طبية عاجلة عند فقدان الوعي أو خمول شديد، أو ظهور علامات جفاف متقدمة مثل دوار أو قلة التبول، أو ألم شديد لا يخف مع المسكنات، أو حدوث تغيرات في السلوك أو في مستوى الوعي التي قد تشير إلى مضاعفات نادرة مثل التهاب الدماغ.
يبقى الطفل قادرًا على نقل الفيروس حتى تلتئم القروح تمامًا، ولذا يحتاج الأمر وعي الأهل ومتابعة السوائل والرعاية المنزلية مع التدخل الطبي المبكر عند ظهور مضاعفات، وعادةً تختفي الأعراض خلال أسبوعين تقريبًا.
