آثار الإفراط في تناول السكر على صحة الكبد وسبل الوقاية

ارتبط داء السكري من النوع الثاني عادة بارتفاع سكر الدم وبمضاعفات معروفة في القلب والكلى، غير أن الكبد غالبًا ما يُغفل رغم أنه يعالج السكريات والدهون والسموم.

تأثير ارتفاع السكر على الكبد

يعمل الكبد على استقلاب الجلوكوز والدهون والسموم، وعندما يبقى سكر الدم مرتفعًا أو يزداد استهلاك السكر يصبح الكبد مثقلاً وتبدأ الدهون بالتراكم داخل خلاياه، مما يسبب التهابًا وإجهادًا تأكسديًا قد يضعف وظائفه مع الوقت. يلعب الإفراط في تناول السكريات، وخاصة الفركتوز، دورًا كبيرًا لأن الفركتوز يُستقلب في الكبد إلى دهون عبر عملية تسمى تكوين الدهون، ومع الاستمرار تتراكم هذه الدهون وتزيد احتمالات تطور أمراض كبدية أكثر خطورة مثل التهاب الكبد الدهني غير الكحولي وتليفه.

تزداد حالات مرض الكبد الدهني غير الكحولي بين المصابين بداء السكري من النوع الثاني، ويُفاقم تناول السكر المفرط مقاومة الأنسولين، وهو عامل مركزي في تطور المرض. تشدد الأبحاث على العلاقة بين استهلاك كميات كبيرة من المشروبات السكرية والأطعمة المصنعة وتدهور صحة الكبد.

التطور المرضي والمخاطر

في المراحل المبكرة يسبب تراكم الدهون حالة تُعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي التي قد تكون صامتة لكنها تؤثر على الأيض وتزيد مخاطر أمراض القلب. قد يتطور الوضع إلى شكل أشد يسمى التهاب الكبد الدهني غير الكحولي حيث تُلحق الدهون ضررًا بخلايا الكبد، ومع استمرار الالتهاب قد يحدث تندب وتليف يؤثر بشدة على وظائف الكبد ويزيد احتمالات فشل الكبد والسرطان الكبدي.

الأعراض والمؤشرات

غالبًا لا تُظهر المراحل المبكرة أعراضًا واضحة، لكن العلامات المحتملة تشمل التعب والضعف وفقدان الشهية وعدم الراحة في أعلى يمين البطن واصفرار الجلد والعينين في الحالات الأكثر تقدماً، وقد يظهر تورم في الساقين أو البطن عندما يتفاقم التلف الكبدي.

إمكانية الشفاء والتدخلات

في المراحل المبكرة يمكن عكس تراكم الدهون والالتهاب بتقليل السكر الغذائي وفقدان الوزن تدريجيًا وممارسة التمارين بانتظام، فهذه التغييرات تحسن حساسية الأنسولين وتدعم صحة الأيض، والكبد يمتلك قدرة جيدة على التجدد وإصلاح الخلايا إذا لم يتقدم التليف. أما إذا وصل المرض إلى تليف متقدم فتصبح المعالجة أصعب وتركز على إبطاء التقدم وإدارة الأعراض والوقاية من المضاعفات.

إرشادات وقائية وإدارية

التحكم في مستوى السكر عبر المتابعة الدورية والالتزام بالأدوية الموصوفة مهم، كما يجب تقليل السكريات المضافة والمشروبات المحلاة والحلويات وتبني نظام غذائي متوازن غني بالخضراوات والفواكه والبروتينات الخالية من الدهن والحبوب الكاملة، وممارسة نشاط بدني منتظم يساعد على حرق الدهون وتحسين حساسية الأنسولين، وحفظ وزن صحي لأن فقدان 5–10% من الوزن يمكن أن يحسن صحة الكبد، بالإضافة إلى إجراء فحوصات دورية لمراقبة وظائف الكبد.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر