تعرف الموجة المفاجئة من الدوخة أو الدوار بعد النهوض من الكرسي أو السرير بأنها تجربة شائعة يشعر بها كثيرون، وعادةً تختفي خلال ثوانٍ قليلة، لكن لدى البعض ينخفض ضغط الدم بشكل حاد ويستمر منخفضًا لمدة دقيقة أو أكثر، وهي الحالة المعروفة بانخفاض ضغط الدم الانتصابي.
ماذا يحدث ولماذا يسبب مشكلات
تنتج الحالة عندما تسحب الجاذبية الدم إلى الساقين والبطن فور الوقوف، فيقل الدم العائد إلى القلب مؤقتًا وبالتالى يقل الإمداد الدماغي بالأكسجين، فتشعر بالدوخة أو تفقد توازنك. وتكشف مستقبلات الضغط الموجودة في الشرايين قرب الرقبة والقلب هذا التغير وتحفز زيادة في نبض القلب وانقباض الأوعية لإعادة الدم إلى الأعلى، لكن مع التقدم في العمر قد تقل حساسية هذه المستقبلات وتتباطأ الاستجابة، فيبقى ضغط الدم منخفضًا لفترة أطول مما يزيد احتمال الدوار أو حتى الإغماء والسقوط.
الأسباب الشائعة
تتضمن الأسباب أدوية متعددة مثل المدرات وحاصرات بيتا وحاصرات قنوات الكالسيوم وبعض مضادات الاكتئاب وأدوية تضخم البروستاتا التي قد تخفض ضغط الدم، كما تؤثر أمراض مزمنة مثل السكري وباركنسون واعتلالات الأعصاب على قدرة الجسم على تنظيم الضغط. ويزيد الجفاف من احتمال حدوث الانخفاض لأن قلة السوائل تقلل حجم الدم، كما يؤدي السبات الطويل والراحة في الفراش إلى إضعاف ردود فعل الدورة الدموية.
من هم الأكثر عرضة للخطر
يمكن أن يصيب انخفاض ضغط الدم الانتصابي أي شخص، لكن كبار السن والأشخاص المصابون بالسكري أو أمراض القلب أو اضطرابات عصبية أو أولئك الذين يتناولون أدوية تؤثر على تنظيم الضغط يمثلون فئات ذات خطر أعلى. ومن الملاحظ أن حالة ارتفاع ضغط الدم تتقاطع مع الانخفاض الانتصابي، فالأشخاص الذين يتلقون علاجًا لارتفاع الضغطعرضة أكثر، ويُبلغ أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أشخاص فوق الستين لديهم قراءات تضاهي أو تزيد عن 130/80 ملم زئبق، كما أن واحدًا من كل عشرة من المصابين بارتفاع ضغط الدم قد يعاني من هذا النوع من الانخفاض.
كيف تدير الحالة وتمنع المضاعفات
احرص على شرب الماء بانتظام طوال اليوم للحفاظ على حجم الدم واستقراره، وتجنب الوجبات الثقيلة التي قد تحول الدم إلى الجهاز الهضمي بتناول وجبات أصغر ومتوازنة. وساعد جسمك بارتداء جوارب ضاغطة تصل إلى الفخذ أو الخصر للحد من تجمع الدم في الساقين، واحرص على النهوض ببطء من الاستلقاء إلى الجلوس ثم إلى الوقوف ودع ساقيك تتحرك قبل القيام لتنشيط الدورة الدموية. كما يُنصح بمراجعة الأدوية مع الطبيب لإعادة تقييم الوصفات التي قد تزيد المشكلة، والحفاظ على نشاط بدني منتظم لأن التمارين تقوّي القلب وتحسّن استجابة الدورة الدموية.