تمنح حاسة الشم متعة الحياة اليومية من استنشاق روائح الطعام وحتى التنبه للأخطار مثل تسرب الغاز أو الدخان، لكن بعض الحالات الصحية قد تضعف هذه الحاسة أو تفقدها تمامًا.
متى تكون الزوائد الأنفية السبب؟
تحدث أحيانًا زوائد أو نمو أنسجة صغيرة داخل الممرات الأنفية يؤدي إلى انسداد ميكانيكي يمنع مرور الهواء المحمّل بجزيئات الروائح إلى المنطقة الشمية، ومع وجود التهاب مزمن تتأثر كذلك مستقبلات الشم والأعصاب، فبينما يظن كثيرون أن السبب نزلة برد عابرة أو حساسية موسمية، فإن النمو المتكرر للأنسجة قد يكون هو السبب الحقيقي لفقدان الشم.
ما تكشفه الدراسات الطبية
تظهر الأبحاث أن الزوائد الأنفية تعتبر أورامًا حميدة غير سرطانية لكنها تؤثر مباشرة على تدفق الهواء ووصول الروائح إلى عمق الأنف، ويصاحبها غالبًا التهاب مزمن يفسر الأعراض الشائعة مثل ضعف الشم أو فقدانه إلى جانب انسداد أنفي مستمر وصعوبة في التنفس.
آلية فقدان الشم
تتسبب الزوائد والتورم في الأغشية المخاطية بوقف وصول الهواء إلى المنطقة الشمية مما يمنع الروائح من الوصول، وتراكم الإفرازات في الجيوب قد يحجب جزيئات الروائح، كما أن الالتهاب المزمن قد يؤثر على الأعصاب والمستقبلات الشمية نفسها، لذلك يجد المريض أحيانًا عدم قدرة على تمييز روائح بسيطة مثل القهوة أو الدخان.
الأعراض المرافقة
لا يقتصر الأمر على فقدان الشم فقط بل يرافق الحالة احتقان أنفي مزمن وشعور بضغط أو صداع في منطقة الجيوب، وتنقيط خلفي في الحلق، وقد تتفاقم أعراض الربو أو التحسس لدى البعض.
هل يمكن استعادة الشم؟
يمكن استعادة الشم غالبًا بعد معالجة السبب وإزالة العائق، وينبغي التشخيص المبكر لأن قدرة الشم تعود تدريجيًا مع العلاج المناسب.
خيارات العلاج
تشمل العلاجات استخدام بخاخات كورتيزون موضعية أو كورسات قصيرة من كورتيزون فموي، مع غسول ملحي لتقليل الإفرازات ودعم التنفس، وقد يحتاج بعض المرضى إلى تدخل جراحي بالمنظار لإزالة الأنسجة الزائدة بأقل مضاعفات، كما تتوفر أدوية بيولوجية حديثة للحالات المعقدة.
تؤدي هذه العلاجات إلى تحسن الشم وتقلل أيضًا من التهابات الأنف المتكررة ونوبات انسداد الأنف، مما يساعد على استعادة جودة الحياة.
