يشعر كثيرون بقلق يتجاوز اللحظة الحالية ويأخذ شكل تخيل لسيناريوهات مستقبلية سلبية، وهو ما يعرف بالقلق التوقعي، وليس اضطرابًا مستقلاً بل عرضًا قد يرتبط باضطرابات نفسية أوسع.
أبرز المؤشرات والأعراض
يتعرض المصاب لتوتر مستمر حتى قبل أحداث بسيطة، ويعاني أحيانًا من اضطراب في النوم وكثرة الكوابيس، كما تظهر أعراض جسدية مثل التعرق والغثيان وخفقان القلب، وقد يدفعه القلق إلى تجنب المواقف الاجتماعية أو العملية، وهذه العلامات عادة ما تكون جزءًا من اضطراب أوسع ولا تظهر بمفردها.
لماذا يحدث القلق التوقعي؟
تنتج هذه الحالة عن عوامل وراثية تزيد من الاستعداد للقلق، وتجارب سابقة مؤلمة قد تترك أثرًا طويلًا، بالإضافة إلى غياب الثقة بالنفس والشعور بعدم القدرة على مواجهة المجهول.
ارتباطه باضطرابات أخرى
يتداخل القلق التوقعي مع اضطراب القلق العام في صورة انشغال دائم بالمشكلات المتوقعة، ومع الرهاب الاجتماعي عبر الخوف المسبق من التقييم السلبي الذي يؤدي إلى التجنب، ومع الوسواس القهري حيث يتحول القلق إلى طقوس متكررة مثل المراجعة المفرطة أو التفكير الدائري، كما يعكس تفكيرًا سلبيًا يركّز على المخاطر أكثر من الفرص.
سبل المواجهة
يعالج القلق التوقعي بالعلاج المعرفي السلوكي الذي يهدف إلى تحدي وإعادة بناء الأفكار السلبية، ويعد التعرض ومنع الاستجابة فعالًا خصوصًا حين يرتبط الوسواس القهري، كما يساعد تحسين العناية الذاتية مثل ممارسة التمارين الرياضية، وتنظيم النوم، والحد من التنبيهات الرقمية، والحديث مع أشخاص موثوقين في تخفيف العبء النفسي، وعلى المصاب أن يدرك أن المخاوف المتخيلة ليست حقائق وأن البحث عن استراتيجيات علاجية يعيد التوازن ويحوّل المستقبل إلى فرصة بدلاً من مصدر رعب.