أظهرت الدراسة التي عُرضت في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة السكري في فيينا ونُشرت في مجلة Diabetes, Obesity and Metabolism أن واحدًا من كل خمسة أشخاص تقريبًا شعر بتغير في إدراك النكهات بعد أشهر من استخدام هذه الأدوية.
قاد البحث البروفيسور أوثمار موزر من جامعة بايرويت في ألمانيا بالتعاون مع الجامعة الطبية في فيينا، وشملت العينة 411 مشاركًا يعانون من السمنة أو زيادة الوزن: 148 استخدموا أوزيمبيك، 217 استخدموا ويغوفي، و46 استخدموا مونجارو.
وأظهرت النتائج أن 21% شعروا بزيادة إدراك الطعم الحلو و22% شعروا بأن الطعام أصبح أكثر ملوحة، بينما لم تُسجل تغييرات كبيرة في الطعم المر أو الحامض.
تأثيرات على الشهية والامتلاء
اللافت أن هذه التغييرات في المذاق ارتبطت بشكل وثيق بانخفاض الشهية بشكل أسرع والإحساس المبكر بالشبع وتراجع الرغبة الشديدة في تناول الطعام بنسبة تصل إلى 85%.
كما أظهرت البيانات انخفاضًا ملحوظًا في مؤشر كتلة الجسم (BMI) بعد نحو عام من العلاج، فكانت التغيرات 17.4% مع أوزيمبيك، 17.6% مع ويغوفي، و15.5% مع مونجارو.
آلية عمل الأدوية
أوضح موزر أن هذه الأدوية، المعتمدة على هرمونات الإنكريتين، لا تعمل فقط على الدماغ والجهاز الهضمي، بل تؤثر أيضًا على خلايا التذوق في اللسان والمناطق العصبية المسؤولة عن إدراك النكهات والمكافأة، وهو ما قد يفسر فقدان بعض الأطعمة لجاذبيتها.
دلالات عملية وتوصيات
يرى الباحثون أن متابعة التغيرات في التذوق قد تكون وسيلة مهمة للأطباء لمراقبة استجابة المرضى وتقديم نصائح غذائية مخصصة. لكن الدراسة أشارت إلى قيود مثل الاعتماد على استبيانات ذاتية، مما يستدعي المزيد من الأبحاث طويلة المدى لفهم الظاهرة بدقة.