اكتشاف شبه قمر جديد يرافق الأرض
أعلن علماء الفلك عن اكتشاف كويكب جديد يصنف كـ “شبه قمر” يرافق الأرض في مدارها حول الشمس.
أطلق على هذا الجرم الصغير اسم 2025 PN7 ويُعتبر أصغر شبه قمر يكتشف بالقرب من كوكبنا حتى الآن.
يُقدّر قطر 2025 PN7 بين 19 و30 متراً، ما يجعله صغيراً وخافتاً لدرجة أن اكتشافه تأخر لسنوات رغم أنه ربما كان موجوداً في مدار الأرض لعقود.
يُعرف “شبه القمر” بأنه جرم سماوي يتبع الشمس في مدار قريب جداً من مدار الأرض، بحيث يبدو للراصد من الأرض وكأنه يلاحق كوكبنا لكنه لا يدور حول الأرض مباشرة مثل القمر الطبيعي.
يختلف “شبه القمر” عن “الأقمار الصغيرة المؤقتة” التي تدور حول الأرض لفترة قصيرة قبل الانفصال عنها، فشبه القمر قد يبقى بهذا النمط لعقود ويظهر كرفيق مستمر رغم أنه يدور حول الشمس.
رُصد 2025 PN7 لأول مرة في 29 أغسطس 2025 بواسطة تلسكوب بان ستارز-1 في هاواي، وتظهر بيانات أرشيفية أنه ربما كان موجوداً منذ 2014.
يتبع الكويكب مداراً حول الشمس مشابهًا لمدار الأرض، ومن المتوقع أن يظل في هذا النمط نحو ستين عاماً قبل أن تتحكم جاذبية الشمس في تغيير مساره إلى مدار أشبه بحدوة الحصان.
تقع أقرب مسافة له من الأرض عند نحو 299 ألف كيلومتر، أي أقرب من القمر الذي يبعد نحو 384 ألف كيلومتر.
يُرى أن شبه القمر 2025 PN7 غير مشاهد بالعين المجردة بسبب صغر حجمه وخفوت سطوعه، إذ يبلغ قدره الظاهري نحو 26 وتظهر أقوى النجوم المرئية بالعين المجردة عند قدر نحو 6، ويمكن رصده فقط باستخدام تلسكوبات متقدمة مزودة بكاميرات حساسة في المراصد الفلكية، بينما تعجز التلسكوبات المنزلية عن ذلك.
يبقى هذا الكويكب آمنًا تماماً ولا يشكل أي خطر على الأرض، فمداره لا يتقاطع بصورة تتيح الاصطدام، وسيبقى في مسار شبه قمري آمن حول الشمس لعدة عقود حتى في حال وقوع اصطدام لأن حجمه صغير نسبياً (19–30 متراً) وسيكون التأثير محدوداً مقارنة بالكويكبات الكبيرة.
يُعتقد أن 2025 PN7 قد يكون جزءاً من كويكبات “أرجونا” وهي أجسام صغيرة تتبع مداراً يشبه مدار الأرض، أو ربما شظية نتجت عن القمر نفسه.
يمثل اكتشاف 2025 PN7 تذكيراً بمدى ديناميكية الجوار الفضائي للأرض وكشف وجود رفقاء قد يحملون معلومات مهمة عن تاريخ النظام الشمسي.
يوفر هذا الجرم السماوي أهدافاً محتملة لمهام فضائية مستقبلية، بما في ذلك مشاريع قد تستكشف كويكبات شبه قمري أخرى مشابهة.
يفتح هذا الاكتشاف نافذة لفهم أعمق لديناميكيات الكويكبات القريبة من الأرض ويمنح العلماء فرصة لدراسة هذه الأجسام الصغيرة التي تحيط بنا في الفضاء.