دراسة تقترح تعديلًا غذائيًا يعزز استجابة سرطان الدماغ للعلاج

أظهرت دراسة حديثة أن ورم الأرومة الدبقية يعتمد بشكل رئيسي على الحمض الأميني السيرين، الذي يدخل في مسارات أيضية حيوية تدعم نمو الخلايا السرطانية وتكاثرها، ما يشير إلى إمكانية استغلال نقطة ضعف أيضية في الورم عبر تعديل النظام الغذائي للمريض ليجعله أكثر عرضة للعلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي.

أوضحت التجارب في الفئران أن تقليل توافر السيرين في النظام الغذائي يضعف قدرة الورم على الاستمرار في النمو، مما يعزز فاعلية العلاجات الكيميائية والإشعاعية ويطيل فترة البقاء على قيد الحياة مقارنةً بالفئران التي تلقت العلاج دون تغيير غذائي.

ولتأكيد النتائج عند البشر، جرى تنفيذ تجارب دقيقة مع مرضى خضعوا لعمليات جراحية لإزالة الأورام، حيث تم إعطاء جرعة من الجلوكوز المعلم بنظام تتبع جزيئي قبل الجراحة لتمكين الباحثين من متابعة دخول السكر إلى الخلايا الورمية والسليمة أثناء التحليلات المخبرية للعينة.

بعد استئصال الورم وتجميد العينات وتحليلها مخبرياً، أظهرت النتائج أن الخلايا السرطانية تعيد برمجة مساراتها الحيوية لتصبح «خلايا انقسامية محترفة» تركّز على النمو والتكاثر وتتنازل تدريجيًا عن وظائفها العصبية الطبيعية، وهو ما يتيح فرصة لاستهداف مسارات أيضية حيوية في الورم.

يؤكد الباحثون أن الهدف ليس الاقتصار على علاج واحد، بل تصميم بروتوكولات غذائية ترافق العلاجات التقليدية وتستهدف الثغرات الأيضية التي يعتمدها الورم بشكل أساسي، ما يجعل العلاج أقوى وأكثر أماناً للخلايا السليمة. يقول البروفيسور كوستاس ليسيوتيس إن فن العلاج يكمن في القضاء على السرطان بقدر أكبر من التأثير على الخلايا السليمة مع تعزيز التمييز بينهما.

تجمع هذه الدراسة بين البحث المخبرّي والتطبيقات السريرية وتستلزم تعاوناً بين جراحة الدماغ وعلم الأيض والتحليل الجزيئي، مع أمل أن تقود إلى بروتوكولات غذائية تواكب العلاجات الحديثة وتمنح المرضى فرصاً أفضل في مواجهة الورم الفتاك، رغم أن النتائج ما تزال في مراحلها المبكرة لكنها تفتح آفاق جديدة في ميدان أبحاث السرطان.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر