المعمرون في اليابان: لماذا تتفوق النساء على الرجال بنسبة 88%؟

سجلت اليابان رقماً قياسياً غير مسبوق في عدد المعمرين، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين تجاوزوا المئة عاماً لأول مرة نحو مئة ألف شخص، وهذا يعكس ظاهرة فريدة تضع اليابان في صدارة الدول ذات أطول متوسط عمر متوقع.

وأعلنت الحكومة أن العدد ارتفع إلى نحو 99,763 شخصاً اعتباراً من سبتمبر، وتشكّل النساء نحو 88% من هذا المجموع.

صدرت هذه الأرقام قبل يوم احترام المسنين في اليابان الموافق 15 سبتمبر، وهو عطلة وطنية يتلقى فيها المعمرون الجدد رسالة تهنئة وكأس فضية من رئيس الوزراء، وقد ذكرت وزارة الصحة أن 52,310 فرداً كانوا مؤهلين لهذا التكريم هذا العام.

في ستينيات القرن الماضي، كان عدد السكان في اليابان يمتلك أدنى نسبة من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 100 عام مقارنةً بأي دولة من مجموعة السبع، لكن هذا تغير بشكل ملحوظ في العقود التالية.

عندما بدأت الحكومة مسح المعمرين في عام 1963، كان هناك 153 شخصاً بعمر 100 عام أو أكثر، وارتفع العدد إلى 1000 في 1981، ووصل إلى 10,000 بحلول 1998.

يرجع ارتفاع متوسط العمر المتوقع بشكل رئيسي إلى انخفاض الوفيات بسبب أمراض القلب وأشكال السرطان الشائعة، خصوصاً سرطان الثدي والبروستاتا. وتلعب معدلات السمنة المنخفضة دوراً رئيسياً في ذلك، وذلك بفضل الأنظمة الغذائية التي تحتوي على كميات قليلة من اللحوم الحمراء وكميات عالية من الأسماك والخضروات.

انخفاض السمنة خاص بالنساء يساعد في تفسير تفاوت العمر بين الجنسين لصالح النساء في متوسط العمر المتوقع في اليابان.

إلى جانب النظام الغذائي، يميل الشعب الياباني إلى البقاء نشيطاً في مراحل متقدمة من الحياة، حيث يمارسون المشي ويستخدمون وسائل النقل العام أكثر من كبار السن في الولايات المتحدة وأوروبا. كما أن تمرينات “راديو تايسو” اليومية منذ عام 1928 جزءاً من الثقافة، حيث تُبث ثلاث دقائق على شاشة التلفزيون وتُمارس في مجموعات مجتمعية صغيرة في جميع أنحاء البلاد.

تشير عدة دراسات إلى وجود شكوك حول صحة أعداد المعمرين في العالم، مع ذكر أخطاء في البيانات والسجلات العامة وشهادات الميلاد. كشفت مراجعة حكومية لسجلات العائلات في 2010 عن أكثر من 230,000 شخص مدرجين على أنهم في عمر 100 عام أو أكثر، لكن لم يعثر عليهم، وتبين أن بعضهم توفي قبل عقود.

ويُعزى ذلك إلى سوء حفظ السجلات والشكوك بأن بعض العائلات ربما أخفت وفاة أقاربها المسنين للمطالبة بمستحقاتهم التقاعدية.

أُطلق التحقيق الوطني بعد العثور على رفات سوغين كوتو، الذي كان يُعتقد أنه أكبر رجل في طوكيو بعمر 111 عاماً، في منزل عائلته بعد 32 عاماً من وفاته.

أكبر امرأة معمرة في اليابان هي شيغيكو كاغاوا، وهي 114 عاماً من ياماتوكوريياما، وأكبر رجل هو كييوتاكا ميزونو، 111 عاماً من إيواتا الساحلية.

هنّأ وزير الصحة تاكامارو فوكوكا المعمرين من النساء (87,784) والرجال (11,979) على طول أعمارهم وأعرب عن امتنانه لمساهماتهم في تنمية المجتمع على مر السنين.

تابعوا آخر أفكارنا الجديدة

اقرأ أيضاً
اترك تعليق

يعني التعليق على هذا المقال أنك توافق على شروط الخدمة.

اترك تعليق

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

اختيارات المحرر