يطوّر الباحثون Delphi-2M عبر تحليل السجلات الطبية المجهولة وربطها بعوامل نمط الحياة مثل التدخين واستهلاك الكحول وزيادة الوزن لتقدير احتمالية الإصابة بالأمراض ومتى قد تحدث.
وقد تم تدريب النموذج على بيانات ضخمة شملت 400 ألف مريض من البنك الحيوي في المملكة المتحدة و1.9 مليون شخص من السجل الوطني للمرضى في الدنمارك.
يعتمد Delphi-2M على فكرة أن الأحداث الطبية تتبع أنماطاً يمكن التنبؤ بها. من خلال تتبع تاريخ المريض وعاداته الصحية، يستطيع النموذج إصدار توقعات شبيهة بتوقعات الطقس – مثل احتمال الإصابة بمرض ما بنسبة معينة خلال السنوات القادمة.
ويأمل الباحثون أن تصبح هذه الأداة جزءاً من الفحوص الروتينية في عيادات الأطباء، بحيث يحصل المريض على تقييم شامل لمخاطر صحية مع نصائح عملية لتقليلها، مثل فقدان الوزن أو الإقلاع عن التدخين.
آفاق وفرص جديدة
يشير العلماء إلى أن هذه التقنية قد تساعد ليس فقط في التنبؤ بالأمراض الفردية، بل أيضاً في تخطيط أنظمة الرعاية الصحية على نطاق واسع، من خلال تقدير أعداد المرضى المحتمل إصابتهم بأمراض معينة في المستقبل، مما يساعد على توزيع الموارد بشكل أفضل.
تحفّظات وتحديات
رغم الحماس الكبير، دعا خبراء إلى التعامل بحذر مع النتائج. فالنموذج يعتمد على بيانات قد تحمل تحيزات تتعلق بالعمر أو العرق أو العوامل الاجتماعية، كما أن بعض الأمراض العشوائية مثل العدوى يصعب التنبؤ بها بدقة.
ومع ذلك، يرى متخصصون أن قدرة النموذج على دمج بيانات أكثر تنوعًا في المستقبل – مثل المؤشرات الحيوية والتصوير الطبي والجينوميات – تجعله مرشحًا ليصبح أداة دقيقة وفعالة في الطب الشخصي الحديث.