دور الفيتامينات في النمو
تكمن الفيتامينات في كونها ليست مجرد مكملات ثانوية، بل عناصر أساسية في بناء جسم الطفل، تدعم العظام والجهاز المناعي وتساهم في وظائف الدماغ والجهاز العصبي بشكل صحي. نقصها قد يعرّض النمو للمخاطر ويزيد من احتمال الإصابة بالأمراض الأساسية، لذا يجب فهم دورها والتمييز بين استخدامها الصحيح والخاطئ.
وتوضح الدكتورة عزة محمد الشافعي أن الإفراط في تناول المكملات، خاصة الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل A وD وE وK، قد يؤدي إلى تراكمها وحدوث آثار جانبية خطيرة. لذا تبقى استشارة الطبيب هي المرجع الأول قبل الشروع في الإعطاء، وليست قرارات عشوائية أو اعتماداً على الإعلانات.
فالفيتامينات للأطفال تمثل سلاحاً ذا حدين؛ فهي تعوّض نقصاً غذائياً وتدعم النمو، لكنها قد تضر إذا استُخدمت بشكل غير مناسب. والقاعدة الذهبية هي الجرعة الصحيحة مع التوقيت الملائم والإشراف الطبي المستمر لتجنّب أي خطر على صحة الطفل.
القواعد الذهبية لإعطاء الفيتامينات
استشر الطبيب أو الصيدلي قبل البدء، فليس كل طفل بحاجة للمكملات، وبعض الأطفال يحصلون على احتياجاتهم من غذائهم المتوازن دون إضافة شيء إضافي.
حدّد الجرعة المناسبة وفق عمر ووزن الطفل وتجنب تجاوزها، فزيادة الجرعة قد تسبب مضاعفات، مثل ارتفاع الكالسيوم في الدم عند فيتامين D.
احذر من شكل الحلوى المغري مثل Gummies، إذ يجذب الأطفال هذا الشكل ويجعلهم يستهلكون كميات كبيرة بلا وعي، وهو ما يعرضهم لخطر التسمم العرضي.
تجنب التكرار في وجود أكثر من منتج يحتوي على نفس الفيتامين، فالتراكم قد يؤدي إلى مشاكل صحية، كما أن الحديد إذا زاد قد يسبب تسمماً يُدخل إلى الرعاية الطبية العاجلة.
حدد التوقيت وتأكد من شرب الماء؛ فبعض الفيتامينات مثل فيتامين C والزنك تُفضّل مع الوجبات لتجنب اضطرابات المعدة، بينما تحتاج الفيتامينات الذائبة في الدهون وجبة تحتوي على دهون بسيطة لامتصاص أفضل، ولا بد من شرب كمية كافية من الماء لتقليل التهيج المعوي.
احرص على الإفصاح عن جميع الأدوية التي يتناولها الطفل قبل وصف المكمل، فبعض الفيتامينات تتداخل مع تأثير الأدوية. على سبيل المثال، فيتامين K قد يقلل من تأثير أدوية السيولة، وتعارض الحديد مع امتصاص الكالسيوم، لذا يجب إبلاغ الطبيب بكل دواء يتناوله الطفل قبل وصف المكمل.
علامات الخطر التي تستدعي التوقف
راقب أعراضاً مثل صداع مستمر، إمساك شديد، غثيان أو طفح جلدي، فهذه علامات قد تشير إلى تسمم فيتامينات أو حساسية وتستلزم التوقف الفوري عن المكمل والتوجه للطبيب.
أضرار الإفراط على المدى الطويل
تؤدي زيادة الجرعات من بعض الفيتامينات إلى آثار جانبية خطيرة؛ فـفيتامين A قد يسبب جفاف الجلد واضطراباً في الكبد، وفيتامين D قد يؤدي إلى ترسب الكالسيوم في الكلى، والحديد قد يسبب تسمماً خطيراً خصوصاً لدى الأطفال الصغار، كما أن الكالسيوم الزائد قد يعوق امتصاص عناصر أخرى ويؤدي إلى تكوّن حصوات.
يجب أن يدرك الأهالي أن إعطاء الطفل أي نوع من الفيتامينات يجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص، فاحتياجات الصغار تختلف باختلاف أعمارهم وحالتهم الصحية، وأي جرعة غير مناسبة قد تسبب مضاعفات غير متوقعة. لذلك تُعد استشارة الطبيب خطوة أساسية لضمان أن يحصل الطفل على ما يحتاجه فعلاً وبطريقة آمنة تحمي نموه وصحته.