يشكل الحمل مرحلة محورية في حياة المرأة، ولكنه قد يتحول إلى كابوس مخيف إذا رافقه رهاب الحمل والولادة، المعروف بالتوكوفوبيا، وهو خوف عميق من الحمل والولادة يؤثر في قرارات الإنجاب والصحة النفسية والجسدية.
تُشير مصادر طبية إلى أن هذا الرهاب اضطراب يحتاج إلى اهتمام وعلاج، فالكثير من النساء يخفين مخاوفهن بسبب توقع المجتمع بأن تكون مشاعر الحمل إيجابية دومًا، وهذا يجعل التشخيص أصعب.
تتعدد أسباب الرهاب وتبرز عوامل مهيئة مثل تجارب مؤلمة سابقة كولادة صعبة أو نزيف خطير، ووجود اضطرابات نفسية مرافقه مثل الاكتئاب والقلق، والتعرض لعنف أو اعتداء في الماضي، إضافة إلى سماع قصص سلبية عن الولادة قد تزيد القلق.
يظهر الخوف عندما تتجنب المرأة العلاقة الزوجية خوفًا من الحمل، أو تطلب تدخلًا جراحيًا لتفادي الولادة الطبيعية، كما تعاني بعض النساء من أرق مزمن وفقدان للشهية خلال الحمل، ما يزيد الضغط النفسي ويضعف الاستعداد للولادة.
ينصح الأطباء بالتعامل مع الرهاب كحالة صحية تستحق العلاج، مع إجراء حوار صريح ومفتوح مع المريضة للمساعدة في وضع خطة علاج مناسبة.
تشمل الاستراتيجيات العلاجية العلاج السلوكي المعرفي لإعادة برمجة الأفكار المقلقة، وجلسات دعم نفسي من مختصين أو وجود شريك داعم، وتهيئة بيئة الولادة باعتماد تقنيات الاسترخاء والموسيقى والإضاءة المناسبة، إضافة إلى التحضير المسبق من خلال حضور دورات تثقيفية وزيارات للمستشفى، كما قد يصف الطبيب أدوية آمنة لتهدئة الأعراض الشديدة عند الحاجة.
تشير الأبحاث إلى أن رهاب الحمل عادة لا يؤثر على وزن المولود أو مؤشرات صحته الأساسية، مما يمنح الأمهات الطمأنينة بأن الخوف لا يضُر الأطفال بشكل مباشر، ومع ذلك يبقى التعامل المبكر مع الرهاب ضروريًا لحماية صحة الأم النفسية والجسدية.