تفتح البحر الأحمر أمامك عالمًا مدهشًا من الطبيعة الخلابة بريًا وبحريًا، بجمال جباله وصحرائه وحياته البحرية، وهو من أغنى بقاع مصر بالمناظر الطبيعية والمعادن الثمينة التي تتنوع استخداماتها وتزداد قيمتها.
تضم الصحراء الشرقية عالمًا آخر من الأحجار الكريمة، إذ يعد الزمرد، المعروف أيضًا بالزبرجد، من أبرزها وتتنوع قيمته واستخداماته بين الحِرف والتجارة والصناعات الحديثة.
جزيرة الزبرجد ومواقع استخراج الزمرد
توجد في البحر الأحمر مناطق وجزر ارتبط تاريخها باستخراج الزمرد قديمًا، ومن أبرزها جزيرة سان جونز التي سُميت بالزمرد وتبعد نحو 70 كيلومترًا عن سواحل مرسى علم، قبالة رأس بناس جنوب المدينة. تتميز الجزيرة بشكلها المخروطي ولسانًا رمليًا يمتد بطول 3 كيلومترات، ويبلغ عرضها بين 15 و300 متر، وتبلغ مساحتها الإجمالية نحو 4.5 كيلومتر مربع، وكانت من أهم المواقع لاستخراج الزبرجد.
يؤكد أحمد غلاب، مدير عام محميات البحر الأحمر، أن جزيرة الزبرجد من أقدم وأهم مناطق استخراج الزبرجد في العالم، وبجانب قيمتها الاقتصادية والجيولوجية والبيئية فهي أقرب جزيرة إلى الممر الملاحي الدولي، كما أن مواقع الغوص المحيطة بها من أبرز مناطق الجذب السياحي في البحر الأحمر. وأشار إلى أن الجزيرة عُرفت قديمًا باسم “جزيرة الزبرجد” لوجود محاجر لاستخراج الحجر النفيس لكنها أغلقت منذ عقود، ويروى أن المصريين القدماء استخدموا الزبرجد الأصفر في صناعة الخرز قبل الأسرات، وظلت الجزيرة منذ نحو 1300 قبل الميلاد أحد أهم المصادر العالمية للزمرد.
من جانبه قال محمد أبو الوفا، مدير الوعى الأثرى بالبحر الأحمر، إن جزيرة الزبر جد اشتهرت بإنتاج أحد أكبر أحجار الزبرجد في العالم الذي تجاوز وزنه 310 قيراطًا، وهو محفوظ الآن في متحف سميثسونيان في واشنطن. كما يشير إلى وجود وادي سكيت في صحراء القصير ومَرْسى علم، وهو من أبرز أودية المنطقة ويضم معبدًا فرعونيًا رومانيًا ما زال قائمًا، وكان محطة مهمة للقوافل التجارية في طريقها إلى بلاد بونت، وعند مرورها اكتشف المصريون الزمرد وتبِعهم الرومان استخراج الأحجار الكريمة وبنوا لاحقًا معبد سرابيس كمقر لهم.
وتعتبر المنطقة حاليًا من أبرز وجهات رحلات السفاري الجبلية في مرسى علم، وذلك إلى جانب تاريخها العريق في استخراج الأحجار الكريمة وتنوع معالمها الطبيعية والآثارية.