أعلن مرصد الأرض التابع لناسا عن ظهور جزيرة جديدة في ألاسكا بعد تراجع كتلة جليدية وانفصالها عن جبل برو نوب في بحيرة ألسيك.
تطور الجزيرة والظروف المحيطة
تكشف صور أقمار ناسا الصناعية التي التقطت بواسطة Landsat 9 في أغسطس أن النهر الجليدي فقد كل اتصاله مع برو نوب، ما أدى إلى تكون الجزيرة في وسط البحيرة بجنوب شرق ألاسكا.
الجبل الصخري المعروف باسم برو نوب هو جبل صغير كان محاطاً بكتلة ألسيك الجليدية في منتزه خليج جلاسير الوطني، لكن الكتلة تتراجع منذ عقود وتنفصل تدريجياً عن برو نوب، تاركة بحيرة مياه عذبة تتسع باستمرار.
كشفت صورة حديثة التقطها القمر الصناعي لاندسات 9 في أغسطس أن النهر الجليدي فقد الآن كل اتصال مع برو نوب، وفق بيان مرصد الأرض. وتُعد هذه الحالة مثالاً واضحاً على مدى ترقق الأنهار الجليدية وتراجعها في جنوب شرق ألاسكا.
وقالت ليندسي دورمان، الكاتبة العلمية في مرصد الأرض التابع لناسا: في السهل الساحلي لجنوب شرق ألاسكا يحل الماء محل الجليد بسرعة، وتترقق وتتراجع الكتل الجليدية وتتشكل البحيرات العذبة أمامها. وفي أحد هذه المساحات المائية المتنامية ظهرت الجزيرة الجديدة.
كان نهر ألسيك الجليدي ينقسم إلى قناتين حول برو نوب، وتبلغ مساحته في أوائل القرن العشرين نحو 5 كيلومترات مربعة. في ذلك الزمن امتد النهر عبر بحيرة ألسيك المكشوفة حاليًا وحتى بوابة نوب، على بُعد نحو 5 كيلومترات غرب برو نوب.
كان عالم الجليد الراحل أوستن بوست، الذي التقط صوراً جوية لألسيك عام 1960، وزميله مورى بيلتو، أستاذ العلوم البيئية بكلية نيكولز في ماساتشوستس، يتوقعان سابقًا أن ينفصل نهر ألسيك عن برو نوب بنهاية عام 2020 بناءً على معدل تراجعه بين 1960 و1990، لكن النهر ظل ملتصقًا بجبل برو نوب لفترة أطول من المتوقع.
وتشهد العديد من الأنهار الجليدية على الأرض تراجعاً مستمراً مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة تغير المناخ، الذي يعيد تشكيل معالم كوكبنا. كان العام الماضي الأكثر حرارة على المتوسط العالمي منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، بينما شهد عام 2025 سلسلةً من أشهر سجلت أرقاماً قياسية، واقترب بعضها من تلك المستويات.
