أعلنت جمعية القلب الأمريكية عن تحديث إرشاداتها الخاصة بتشخيص ارتفاع ضغط الدم، وهو تغيير جذري في طريقة تعريف الأطباء للحالة المعروفة منذ عقود بأنها القاتل الصامت.
النطاقات الجديدة لارتفاع ضغط الدم وتعديل التصنيف
توضح الإرشادات الجديدة أن قراءة ضغط الدم تقسم إلى فئات محددة، مع حذف فئة ما قبل ارتفاع ضغط الدم، وتأكيد أن حتى القراءات المرتفعة قليلاً قد تستدعي التدخل المبكر. فالتعريفات الجديدة جاءت كالتالي: طبيعي أقل من 120/80 ملم زئبق، مرتفع 120-129/أقل من 80، المرحلة الأولى 130-139/80-89، المرحلة الثانية 140/90 فما فوق، وأزمة ارتفاع ضغط الدم 180/120 فما فوق. وهذا يعني أن ملايين الأشخاص الذين كان يُعتبر ضغط دمهم طبيعياً مع ارتفاع بسيط قد يدخلون الآن ضمن نطاق التشخيص.
يُبرز القلق من أن ارتفاع ضغط الدم غالباً لا تظهر له أعراض واضحة، لكن الضرر قد يبدأ في الأوعية الدموية والقلب والكلى والدماغ تدريجياً، ما يجعل معرفة الأرقام مبكراً خطوة ذهبية لإجراء تغييرات في النمط الحياتي قبل اللجوء إلى الأدوية.
تغييرات نمط الحياة كخط دفاع أول
برغم أن الإرشادات تظل تسمح بالعلاج الدوائي عند الحاجة، إلا أنها تشدد على اتخاذ خطوات يومية تقلل المخاطر بشكل كبير. ومن أبرز هذه الخطوات الحد من الملح إلى 2300 ملغ يومياً، مع الأفضل أن يقترب الاستهلاك من 1500 ملغ يومياً، ويُعتبر النظام الغذائي DASH الم cheese الغني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة خياراً فعالاً.
كما تؤكد الإرشادات على أهمية النشاط البدني المنتظم، فحتى المشي السريع له تأثير ملحوظ، وتذكر أن 30 دقيقة من التمارين الهوائية أسبوعياً يمكن أن تخفض الضغط الانقباضي بمقدار 2 ملم زئبق.
وتشمل «الثمانية الأساسية» لصحة القلب: التغذية الصحية، والنشاط البدني، والإقلاع عن التدخين، والنوم الجيد من 7 إلى 9 ساعات، وإنقاص الوزن، والسيطرة على الكوليسترول، وضبط الضغط الدموي، والتحكم في نسبة السكر في الدم.
ترى جمعية القلب الأمريكية أن هذا التحديث خطوة حيوية لتقليل المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، وتحث الأطباء على توعية المرضى بأهمية مراقبة الضغط بشكل دوري واعتماد أسلوب حياة صحي كخط دفاع أول.
وعلى الرغم من أن البعض قد يشعر بالقلق من زيادة أعداد المصابين نتيجة التصنيف الجديد، يرى الخبراء أنه فرصة لرفع الوعي والوقاية المبكرة قبل فوات الأوان.
