رياضة وصحة

بعد نجاح العملية لرجل كندي.. كيف تُزرَع السن مكان القرنية لاستعادة الرؤية

استعاد رجل كندي بصره بعد عشرين عاماً من العمى بفضل جراحة نادرة تعرف باسم زرع السن في العين، حيث استُخدم جزء من سنه لزراعة عدسة في العين.

تُعد هذه الجراحة إجراءً نادرًا ومتعدد المراحل يهدف إلى استعادة البصر في حالات تلف القرنية بشكل نهائي حين تفقد القرنية شفافيتها أو وظيفتها الأساسية.

كيفية إجراء العملية

يبدأ الجراح بإعادة تشكيل السن إلى شكل صفيحة، ثم يدمج عدسة بلاستيكية صغيرة أو تلسكوب داخل السن، وتُزرع هذه الوحدة في الخد لتغليفها بنسيجٍ ضام حتى تتحول إلى قاعدة مستقرة للزرع.

بعد عدة أشهر، يُزرع هذا المركب السن-العدسة في تجويف العين ليحل محل القرنية المصابة بشكل فعّال، في خطوة تتكامل مع بنية العين وتعيد تشكيل الرؤية.

تقلل هذه الطريقة من خطر رفض الزرع لأنها تستخدم أنسجة المريض نفسه، وتؤمن تكاملاً أفضل من الطعوم الاصطناعية، كما أن العاج الموجود في السن يوفر طبقة قوية بين العدسة والبنية العينية، ما يجعل الغلاف الخلوي أقوى للسد الفاصل بين العدسة والعين.

لماذا تعتبر هذه الجراحة مهمة؟

تبرز كإحدى أكثر العمليات غرابة في طب العيون، إذ جرى تنفيذها في مراحل متعددة ومخصصة لأشد حالات العمى القرني، وتملك تاريخاً يعود إلى تطبيقها الأول في إيطاليا خلال ستينيات القرن العشرين، ومع مرور العقود تبيَّن وجود سجل فعال للنتائج على المدى الطويل.

أصل الجراحة وتاريخها

بدأت فكرة زرع السن في العين في إيطاليا خلال ستينات القرن الماضي، ثم توالت البيانات على مدى عقود لتبيّن فاعليتها في استعادة البصر لدى مرضى يعانون من عمى قرني شديد، مع تطبيقات وتعديلات رُصدت في مختبرات ومراكز متخصصة حول العالم.

من يخضع لهذه الجراحة؟

تُخصص هذه الجراحة عادةً لمن يعانون عمى قرني شديد لا يستجيب للعلاجات التقليدية، مع وجود شبكية وأعصاب بصرية سليمة في الجزء الخلفي من العين، ما يجعلها خياراً لحالات محدودة للغاية لكنها قد تكون مفرِحة لمن فقدوا البصر تماماً.

المخاطر والنتائج المتوقعة

لا تخلو العملية من مخاطر مثل العدوى والالتهابات والتحديات في التئام الغرس، لكنها تبقى خياراً يهدف إلى تقليل الاعتماد على القرنية الاصطناعية وتخفيف مخاطر الرفض بفضل استخدامها لأنسجة المريض نفسه. وتشير الدراسات إلى بقاء نسبة كبيرة من المرضى قادرين على الرؤية لسنوات طويلة، حيث تظل الرؤية موجودة حتى نحو ثلاث عقود من المتابعة في بعض الحالات.

خلاصة

تبقى هذه الجراحة النادرة والمعقدة أملًا للأشخاص الذين يعانون عمى قرني شديد حين تفشل الخيارات التقليدية، وهي جراحة ذات جذور تاريخية وتقييمات طويلة الأمد تدعم فعاليتها، لكنها ليست حلاً عامًا وتحتمل مخاطر ومضاعفات تستلزم تقييمًا دقيقًا من فريق طبي متخصص.

رانيا السعيد

كاتبة ومدونة أفكار جديدة، هوايتي تصفح الإنترنت ومتابعة اهتمامات المرأة، كما أعشق السفر والقصص القصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى