شيخ الأزهر يلتقي رئيس سنغافورة ويوافقان على استمرار الضغط لوقف العدوان على غزة

استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فخامة ثارمان شانموجاراتنام، رئيس جمهورية سنغافورة، والسيدة جين يوميكو إتوجي قرينتهما في رحاب الأزهر، وأشاد بأنموذج سنغافورة في التقدم العلمي والتعليمي الذي عرض خلال زيارته السابقة، مؤكدًا أن الأزهر يربطها بعلاقات تاريخية مع سنغافورة وأن الطلاب الوافدين ظلوا محوراً مهماً في تقدم هذه العلاقة وتطورها على مر السنين. وأوضح استعداد الأزهر لزيادة المنح الدراسية لطلاب سنغافورة للدراسة بالأزهر، ولإستقدام أئمَّة سنغافورة وتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية، وتطوير مهاراتهم في التعامل مع القضايا المعاصرة، كما أكد فتح مركز لتعليم اللغة العربية في سنغافورة لخدمة الشعب السنغافوري في تعلم لغة القرآن الكريم.
تعزيز التعاون العلمي والدعوي
من جانبه، أعرب الرئيس السنغافوري عن سعادته وتقديره لجهود الأزهر في نشر السلام والوئام العالمي، وأشار إلى أن الأزهر منارة عالمية للعلم والفهم الصحيح وتعزيز التفاهم بين الأديان والثقافات وتحقيق السلام الذي ينشده الجميع، ورافقه وفد متعدد الأعراق والأديان يعكس تقدير سنغافورة واحترامها لهذه المؤسسة العريقة. كما عبَّر عن اعتزازه بعلاقات بلاده التاريخية مع الأزهر التي بدأت قبل استقلال سنغافورة عام 1965 واستمرت بعده، وبيَّن أن الأزهر كان ولا يزال مصدر إلهام في نشر العلوم الإسلامية وتعزيز مبادئ التعايش والسلم المجتمعي والحوار بين الأديان في بلاده عبر خريجيه الذين يحملون رايته.
وأعرب الرئيس السنغافوري عن شكره لدعم الأزهر لسنغافورة في إنشاء كلية للدراسات الإسلامية، ولمنح دراسية لأبناء سنغافورة للدراسة في جامعة الأزهر، ولتدريب أئمتها في مؤسستكم العريقة، وهو أمر يراه طلباً يساور آلاف الطلاب والطالبات لما يتمتع به الأزهر من سمعة عالمية طيبة تعكس عراقة المؤسسة وعالمية رسالتها.
موقف من غزة والعلاقات الدولية
وناقش شيخ الأزهر ورئيس سنغافورة الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، مؤكدين ضرورة الضغط من أجل وقف فوري غير مشروط للعدوان الذي يستهدف الأبرياء، وأكد فضيلته على ضرورة تدخل الحكماء والعقلاء من المجتمع الدولي للضغط بكل قوة لوقف هذا العدوان، ووصف الاعتراف بدولة فلسطين بأنه نور في نهاية النفق المظلم، داعياً إلى تحقيق إنهاء المعاناة وإتاحة حقوق الشعب الفلسطيني.
كما ناقش الطرفان مشاركة جمهورية سنغافورة في مؤتمر “أديان من أجل التنمية والسلام” الذي ينظمه مجلس حكماء المسلمين بالتعاون مع الأزهر الشريف، وأكد فضيلته أن الاتفاق مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو ومع رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم على إقامة المؤتمر يبرز خبرات الدول في التنمية والتعايش بين الأديان ونقلها إلى الدول الإسلامية ليسهم في تبادل المعرفة والخبرات وتحقيق رؤية شاملة لتقدم العالم الإسلامي، وهو ما يضمن نجاح المؤتمر بمشاركة سنغافورة ودعمها له بكل السُبُل. كما رحّب الرئيس السنغافوري بمشاركة بلاده وأكّد دعمه الكامل لإنجاح المؤتمر.