الإهمال النفسي بعد النوبة القلبية ينعكس سلباً: لماذا يجب الاهتمام بالحالة النفسية؟

تظهر الضائقة النفسية بعد النوبة القلبية بشكل شائع، لكنها غالباً ما تُغفل لأنها تُركز عادة على الجوانب الجسدية. وترتبط الصحة النفسية بالصحة الجسدية، لذا فإن التعافي النفسي له أهمية كبيرة إلى جانب العلاج القلبي.
العلاقة بين الضائقة النفسية والقلب
توضح بيانات جمعية القلب الأمريكية لعام 2021 العلاقة بين الصحة النفسية والقلب وتوصي بفحوصات دورية للصحة النفسية لدى مرضى القلب أو من هم في خطر.
وقد يُصنف الاكتئاب التالي للنوبة القلبية رسميًا كعامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكر من النوع الثاني.
تشير التقديرات إلى أن واحداً من كل ثلاثة ناجين من النوبة القلبية يصابون بالاكتئاب سنويًا، بينما يصيب القلق والتوتر ما يصل إلى 50% أثناء الاستشفاء، ويستمر لدى 20-30% منهم لعدة أشهر أو أكثر بعد الخروج من المستشفى.
تشمل الفئات الأكثر عرضة الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم، السيدات، غير المتزوجين، العاطلين عن العمل، أو من يعيشون بعزلة اجتماعية، أو لديهم تاريخ من أمراض الصحة العقلية أو أمراض مزمنة.
يرتبط الاكتئاب والقلق والضغط النفسي واضطراب ما بعد الصدمة بعد الإصابة بنوبة قلبية بزيادة ملحوظة في خطر الإصابة بالأمراض القلبية والوفاة مقارنةً بالناجين من النوبة القلبية الذين لا يعانون من هذه الحالات.
وقد أظهرت دراسات سابقة أن القلق بعد النوبة القلبية يجعل الشخص أكثر عرضة لنوبة قلبية أخرى أو الوفاة بنسبة 1.3 مرة، كما يرتبط الاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة بضعف خطر الأحداث القلبية المتكررة أو الوفاة.
يؤدي تلف عضلة القلب الناتج عن النوبة القلبية إلى التهاب وتغيّرات هرمونية وكيمياء الدماغ قد تساهم في ظهور أعراض الاكتئاب أو القلق أو PTSD، كما قد يحفز التوتر النفسي الحاد تضييق شرايين القلب وانخفاض تدفق الدم وعدم انتظام ضربات القلب حتى لدى أشخاص لم يعانوا من مشاكل قلبية سابقة.
تؤكد الدراسات أن التوتر المزمن يحفز استجابة الجسم للقتال أو الهرب، مما يرفع ضغط الدم ويزيد الالتهاب في الأوعية الدموية، وهي عوامل قد تفسر العلاقة بين الصحة النفسية وصحة القلب، وتظهر بعض الدراسات أن ما يصل إلى نحو 70% من المصابين بأمراض القلب يعانون من انخفاض تدفق الدم استجابةً للتوتر.
الوقاية من الضائقة النفسية بعد النوبة القلبية
يظل من غير الواضح ما إذا كان ينبغي فحص جميع المتعافين من النوبة القلبية للكشف عن الضائقة النفسية، ومع ذلك فإن الاطمئنان على الحالة النفسية جزءاً أساسيّاً من الرعاية اللاحقة مع الانتباه إلى علامات الضائقة لدى المرضى.
يتضمن التعافي عادة معالجة ذهنية للحدث وإعادة ترتيب الحياة، ويسهم دعم المرضى وإحالتهم إلى رعاية الصحة النفسية في تحسين حالتهم النفسية والصحة العامة.