رياضة وصحة

ترامب يحذر الحوامل من الباراسيتامول بسبب ارتباطه بالتوحد.. ماذا يقول الخبراء

حثّ وزير الصحة البريطاني الناس على تجاهل الادعاءات التي يربط فيها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تناول الباراسيتامول أثناء الحمل باضطرابات النمو العصبي عند الأطفال، مؤكدًا أن الدليل العلمي لا يدعم وجود علاقة مباشرة.

وأوضح أن دراسة كبرى أُجريت عام 2024 في السويد وشملت 2.4 مليون طفل لم تؤكد الادعاءات، ودعا الجمهور إلى الاعتماد في الرأي الطبي على الأطباء البريطانيين والعلماء بدلاً من كلام ترامب عن الطب.

وتستخدم الباراسيتامول، المعروف باسم الأسيتامينوفين، كخيار أول لتسكين الألم أثناء الحمل، وبفترات قصيرة وبأقل جرعة ممكنة، حيث تشير الإرشادات إلى أن نحو نصف النساء الحوامل يتناولنه خلال الحمل.

ولاحقًا ربطت عشرات الدراسات الباراسيتامول بالتوحد واضطرابات فرط الحركة، لكن النتائج لم تكن متسقة دائماً، كما أصدر هيئة تنظيم الأدوية البريطانية MHRA بيانًا يرفض وجود رابط مؤكد، مؤكدين أن النصائح مبنية على تقييم أدلة علمية دقيقة وأن الرصد المستمر للدواء مستمر بما فيها أثناء الحمل.

وقالت الدكتورة أليسون كايف، رئيسة قسم السلامة في الهيئة، إنه لا يوجد دليل يثبت أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يسبب التوحد، مؤكدة أن معالجة الألم والحمى بشكل غير كاف قد يترك خطرًا على الجنين، لذا من المهم إدارة الأعراض بالعلاج الموصى به.

وأشار خبراء من مختلف أنحاء العالم إلى عدم وجود دليل قاطع يربط الدواء باضطراب النمو العصبي، مبينين أن المخاوف قد تعيق وصول النساء إلى الرعاية اللازمة أثناء الحمل، وأن بعض الدراسات تبقى غير حاسمة وتحتاج إلى مزيد من البحث.

وأضاف البروفيسور ستيفن جريفين، خبير الأمراض المعدية في جامعة ليدز، أن ادعاء أن الباراسيتامول يسبب التوحد يضع اللوم على الوالدين بشكل قاسٍ، فالتوحد اضطراب معقد ومتعدد العوامل، بينما قال البروفيسور ديميتريوس سياكوس من لندن إن التركيز المبالغ فيه على الدواء قد يمنع الأسر من استخدام أحد أكثر الأدوية أماناً أثناء الحمل عند الحاجة.

كشف ترامب أنه سيصدر إعلاناً عن مرض التوحد خلال خطابه في حفل تأبين تشارلي كيرك، قائلاً إن الإعلان سيكون مذهلاً وأن إدارته لن تسمح بحدوث ذلك مرة أخرى، وهو تصريح أثار ردود فعل علمية توضّح أن لا دليل قوياً يربط تناول الدواء بالتوحد.

كما أشارت دراسة حديثة منشورة بمراجعة بحثية شملت أكثر من 100 ألف شخص إلى أن التحليل المذكور يمثل أحد أقوى الأدلة حتى الآن على وجود رابط، ويدعو إلى استخدام الباراسيتامول باعتدال وبأقل جرعة ممكنة وبالتشاور مع الطبيب، مع دراسة بدائل عند وجودها.

وتؤكد الإرشادات الوطنية أن الباراسيتامول يظل خياراً آمناً كمسكن أول للحوامل، ولكن يجب ألا تكون مدة استخدامه طويلة، وتحتاج إلى مناقشة مع مقدمي الرعاية الصحية، كما تحذر من عدم علاج الألم أو الحمى إذا كانت الإصابة قد تضر بالجنين، وتوصي باستخدام الدواء فقط عندما يكون ذلك ضرورياً وبجرعة مناسبة.

رانيا السعيد

كاتبة ومدونة أفكار جديدة، هوايتي تصفح الإنترنت ومتابعة اهتمامات المرأة، كما أعشق السفر والقصص القصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى