ممثل منظمة الصحة العالمية: مصر حققت تقدماً ملحوظاً في مجال الأمراض المعدية

افتتح الدكتور نعمة عبد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، مؤتمر المؤسسة الموحدة للجهاز الهضمي والكبد والأمراض المعدية، وأعلن أن الأمراض غير المعدية في مصر هي السبب الرئيس للوفيات حاليًا، حيث تتسبّب بنحو 86% من الإجمالي و28% من الوفيات المبكرة بين الفئة العمرية من 30 إلى 70 عامًا.
أشار خلال الجلسة إلى أن هذا الاتجاه سيزداد أهمية مع التحول الديموغرافي وارتفاع متوسط العمر المتوقع في مصر.
أبرز النقاط والإنجازات والتوجهات في مصر
أوضح أن مصر، رغم كونها من الدول منخفضة والمتوسطة الدخل وتعداد سكانها يتجاوز 110 ملايين وتستضيف أكثر من 10 ملايين مقيم أجنبي، حققت إنجازات كبيرة في المجال المعدي؛ فقد أصبحت أول دولة تحقق المستوى الذهبي في القضاء على الالتهاب الكبدي الوبائي سي، وكانت أول دولة في الإقليم تحقق الأهداف الإقليمية لمكافحة التهاب الكبد بي، وتواصل التقدم نحو القضاء على الملاريا، كما أحرزت تقدماً في القضاء على التراخوما والبلهارسيا.
وأكد أن الحكومة بدأت أيضاً في وضع الأمراض غير المعدية والصحة النفسية في مقدمة الأولويات الصحية، من خلال دمج فحص فيروس التهاب الكبد الوبائي سي والفحوص غير المعدية ضمن مبادرة 100 مليون صحة، وكذلك إدراج فحص الكبد الدهني وفحص وظائف الكبد ضمن الخطوة الثالثة من المسح الوطني التدريجي 2025، الذي سيُنفّذ قريباً.
وأكّد أن التحدي يكمن في كسر الحواجز التقليدية بين هاتين الفئتين من الأمراض، ودعا إلى المشاركة في تبادل المعرفة والتعاون البحثي وبناء إطار رعاية يراعي الإنسان ككل.
ولفت الدكتور نعمة إلى أن منظمة الصحة العالمية، ضمن أجندة التحول، دمجت الأمراض غير المعدية والأمراض المزمنة ضمن سياسة موحّدة تركّز على الأسباب الجذرية للمشاكل الصحية، بما في ذلك المحددات الاجتماعية والاقتصادية والتجارية، وتعمل على تعزيز الصحة والوقاية عبر معالجة عوامل الخطر القابلة للتعديل.
وأوضح أن الأمراض غير المعدية، بما فيها الحالات العقلية والعصبية، تشكل تحديات كبيرة، خاصة في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يزداد العبء وتواجه أنظمة الرعاية الصحية ضغوط مستمرة.
وقال إن هناك روابط بين الأمراض المعدية وغير المعدية، فمثلاً يمكن أن يؤدي فيروس التهاب الكبدي B إلى سرطان الكبد، ويرتبط فيروس الورم الحليمي البشري بسرطان عنق الرحم، وتزيد عدوىHelicobacter pylori من خطر سرطان المعدة، كما وثّقت الأبحاث في بلدان ذات دخل منخفض ومتوسط ارتباط EBV بسرطان الغدد الليمفاوية بوركيت المتوطن. وتوضح العلاقة أن الإصابة بإحدى الأمراض غير المعدية قد تجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى، كما أن داء السكري يرفع خطر السل، وتؤدي وباء السمنة ومتلازمة التمثيل الغذائي إلى مرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وعاد فقال إن وجود أمراض مزمنة والصحة العقلية يترابطان بشكل وثيق، حيث يمكن أن تؤدي الأمراض المزمنة إلى تفاقم حالات الصحة العقلية أو إحداث مشاكل جديدة، ما يخلق دورة تؤثر في الصحة البدنية والعقلية معاً.
وأوضح أن المؤتمر يستمر ثلاثة أيام ويحضره أساتذة الكبد والجهاز الهضمي من جامعات مصر، بقيادة الدكتورة ميساء عبدالله أستاذة الكبد والجهاز الهضمي بجامعة الزقازيق، وأنه يناقش قضايا السمنة والدواء الجديد للكبد الدهني ودواء خفض الوزن وأمور كبد الأطفال وغيرها من المواضيع.