كيف يبدأ القائد بنفسه أولاً؟
تؤكد الدكتورة تاشا يورك أن القيادة الحقيقية لا تستند إلى الإنجازات الظاهرة فحسب، بل تبدأ من الداخل عبر معرفة القائد لنفسه ودوافعه وكيف يتقبل الآخرون أسلوبه في القيادة. وتوضح أن الوعي الذاتي وحده لم يعد كافياً في عالم سريع ومتجدد، بل يحتاج القادة إلى وعي بما حولهم وقابلية للتكيّف من دون الوقوع في فخ ما سمته المثابرة الزائفة التي تُحجب عنهم فرص النمو.
وأعلنت خلال جلسة رئيسة بعنوان “كيف يبدأ القائد بنفسه أولاً؟” ضمن ملتقى محمد بن راشد للقادة عن أمثلة مرتبطة ببيئة دبي المتسارعة والمتجددة، وكيف يمكن للقيادة الواعية أن تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية في سياقات تتسم بالسرعة والرهانات العالية.
وطرحت تاشا يورك خلال الجلسة أبرز النتائج المستخلصة من كتابها Shatterproof حول كيفية تجاوز سقف المرونة التقليدية وموازنة وعيها الداخلي وقدرتها على إحداث تأثير خارجي.
وتطرقت إلى تقديم رؤى عملية تعزز أواصر الثقة والمرونة داخل المؤسسات وتدفع فرق العمل نحو الابتكار والإنجاز المستدام.
وأشارت إلى أن كتاب Insight، المصنف من قبل The New York Times كأحد أهم الكتب القيادية، يبرز أبرز الممارسات التي تكشف النقاط العمياء ومواطن الضعف خلال سير العمل، وتوضح كيفية تحقيق التوازن بين الوضوح الداخلي والانفتاح على آراء الآخرين لتعزيز الثقة والمصداقية، وتحديد الشروط التي تمكّن القائد من التكيّف السريع والفعّال مع المستجدات مع احتفاظه بقيمه الشخصية وهو يقود التغيير والابتكار في مؤسسته وسط بيئة متجددة.
وأوضحت أن غياب التفكير بعيد المدى يؤدي إلى حلول مؤقتة تؤجل الأزمات، وأن الوعي الاستراتيجي يساعد المؤسسات والحكومات على تحويل الأزمات إلى فرص نمو عبر التفكير في الأثر طويل الأمد.
وقدمت خلال الجلسة نظرة شاملة حول كيفية تحويل الوعي الذاتي إلى قوة قيادية حقيقية، مع أدوات عملية للتعرّف إلى النقاط العمياء، واستراتيجيات لتطوير قيادة واعية ومرنة.