يشير المهندس أشرف بدوي إلى أن مصر تشهد قفزة صناعية كبرى بفضل نجاحها في جذب الاستثمارات الأجنبية من مختلف دول العالم، منها الأوروبية كتركيا وألمانيا، والآسيوية مثل الصين وباكستان والهند، إضافة إلى استثمارات إفريقية، وهو ما انعكس على جميع المجالات الصناعية وفي مقدمتها قطاع الغزل والنسيج.
تأتي الثقة في مناخ الاستثمار نتيجة بيئة آمنة ومستقرة وجادة، بفضل الجهود القيادية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، ما أكسب مصر احترام دول العالم وعزز مكانتها على الساحة الدولية.
نهضة صناعية في الغزل والنسيج ومجمع المحلة
تؤكد مصر نهضة صناعية كبرى في مشروعات الغزل والنسيج، وتبرز المحلة الكبرى كمجمع غزل ونسيج عالمي المستوى.
يضم مجمع المحلة ثلاث مصانع ضخمة تصل عدد مردنها إلى 313.336 ألف مردن، ومن بينها مصنع 6 في التشغيل، بطاقة إنتاج يومية تبلغ 46.625 طن.
لا يعتمد حساب العمالة على الإنتاج اليومي فحسب، بل على سمك الخيوط؛ فالإنتاج يُحسب بوحدة «طن نمره برمه»، فكلما زادت البرمات انخفض الإنتاج.
العدد المثالي المطلوب لتشغيل مصانع المحلة لا يتجاوز 3263 عاملاً شاملاً الإدارات، ولا يجوز أن تتجاوز نسبة العمالة غير الإنتاجية 5% من الإجمال، بينما الواقع الحالي يتجاوزها إلى 52%، وهو ما يعوق التميز والنجاح.
يشدد بدوي على أن التطور التكنولوجي في مجمع المحلة والروبيكي وشركات القطاع الخاص الناجحة ساهم في ترشيد العمالة وتحقيق الكفاءة، مع منح العاملين أجوراً مرتفعة ومجزية، مؤكداً أن الالتزام بالمعايير العالمية ضروري لضمان استمرارية النجاح وتحقيق العوائد.
كما دعا إلى تطبيق نظم الجيل الثالث والرابع من الصيانة، ومن بينها الذكاء الصناعي والصيانة التنبؤية، للحفاظ على حالة الماكينات وضمان ثبات الجودة.
وأكد أهمية استخدام أدوات قياس الاهتزاز والتوازي مثل أجهزة Comi-laser، وأجهزة كشف تسريبات الهواء Air Leakage Detector، فضلاً عن أجهزة قياس استهلاك الطاقة، التي تعتمدها مصانع شرق آسيا بشكل يومي لضمان الكفاءة وخفض استهلاك الطاقة.
استعرض بدوي توزيع العمالة داخل مصانع المجمع، مشيراً إلى أن مصنع 4، الذي يعمل بمتوسط خيط 60 ويضم 44 ماكينة غزل بإجمالي 71.800 مردن، ينتج يومياً 10.625 طن، وبمتوسط «طن نمره برمه» يبلغ 19.698، ويعمل به 688 عاملاً.
أما مصنع 1، وهو الأكبر بطاقة إنتاجية في المحلة ويعد أكبر مصنع غزل رفيع في العالم، فيضم 112 ماكينة غزل بعدد 182.784 ألف مردن، بمتوسط خيط 80 إنجليزي، وإنتاج يومي يصل إلى 21 طنًا. ويبلغ إنتاجه «طن نمره برمه» نحو 60.093، ويحتاج إلى 2099 عاملاً وفق النظم القياسية العالمية شاملاً جميع الإدارات.
يشير بدوي إلى أن هذه النظم المتبعة في مجمع المحلة العملاق مماثلة لما يجري في الشركات العالمية والقطاع الخاص الناجح داخل مصر، لافتاً إلى أن مصانع القطاع الخاص المصرية بمدينة العاشر من رمضان وأوزبكستان والهند ودول شرق آسيا، التي تنتج الخيوط السميكة والمتوسطة من الأقطان القصيرة، لا يتجاوز عدد عمالها في حالة إنتاج 50 طن يومياً من خيط 30 ممشط كومباكت أكثر من 500 عامل.
ختاماً، يؤكد بدوي أن هذا النموذج هو السبب المباشر في تحقيق الاستقرار المالي وزيادة ربحية الشركات، داعياً إلى ضرورة التوسع في تطبيق المعايير العالمية لضمان نجاح التجربة المصرية في صناعة الغزل والنسيج.