ليس مجرد هواية.. كيف تحمي القراءة صحتك العقلية مع التقدم فى العمر

دراسات تؤكد أهمية القراءة
تشير الدراسات إلى أن القراءة المنتظمة قد تساهم في طول العمر والحفاظ على الصحة الإدراكية. تؤكد مراجعات موثوقة أن القراءة أداة فعالة للصحة الإدراكية، كما يذكر موقع Verywell Mind. أظهرت دراسة ييل من عام 2016 متابعة 3635 بالغاً فوق سن الخمسين لمدة 12 عاماً أن القراءة للكتب لمدة 30 دقيقة أو أكثر يومياً ترتبط بزيادة في العمر بمقدار نحو 23 شهراً، وذلك بعد تعديل عوامل مثل العمر والجنس والتعليم والصحة. وتبين أن قراءة الكتب تمنح حماية إضافية مقارنة بقراءة الصحف والمجلات، لأن الكتب غالباً ما تتطلب تركيزاً أعمق وانتباهاً مستداماً.
تأثير القراءة على الصحة العقلية
تؤكد نتائج واسعة النطاق أن القراءة المتكررة قد تقلل من مخاطر فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي مع التقدم في العمر. ويؤكد الدكتور جوناثان جراف-رادفورد أن الأنشطة التي تحفز الدماغ، مثل القراءة، تُعد جزءاً مهماً من روتين صحة الدماغ. وتوضح الأبحاث أن القراءة تساهم في بناء الاحتياطي المعرفي، وهو عازل يمكّن الدماغ من التعويض عن الشيخوخة أو الإصابات ويعزز الأداء الدماغي مع تغيرات العمر. وأثبتت دراسات طويلة الأمد أن القراءة مرة أسبوعياً على الأقل ترتبط بانخفاض مخاطر التدهور المعرفي عبر فترات تمتد حتى 14 عاماً. وأظهرت أبحاث في علم الأعصاب أن كبار السن النشطين ذهنياً عبر القراءة والكتابة والألعاب يظهر عليهم تأخيراً بمقدار نحو خمس سنوات في بدء مرض الزهايمر مقارنة بأقرانهم الأقل نشاطاً. وتظل المسألة بلا دليل واضح حول أنواع القراءة الأفضل في تعزيز الصحة الإدراكية.
دور القراءة في تخفيف التوتر
تشير الأدلة إلى أن القراءة قد تخفض التوتر، مما يقلل الالتهاب ويعزز اليقظة والتعاطف ويمنح المشاعر متنفساً صحياً، كما أنها نشاط لا يعتمد على الشاشات وتوفر إحساساً بالهدف عند الانتهاء من القراءة أو تعلم شيء جديد.
نصائح لجعل القراءة عادة يومية
حدد هدفاً بسيطاً للقراءة كمداومة على 10-20 دقيقة يومياً كنقطة انطلاق. جرّب تكديس العادات عبر القراءة أثناء احتساء قهوتك الصباحية أو قبل النوم للاسترخاء. احتفظ دائماً بكتاب معك كي تتمكن من قراءة بضع صفحات أثناء الانتظار أو أثناء استراحة في يومك. اجعل القراءة نشاطاً اجتماعياً بانضمامك إلى نادي قراءة، حضورياً أو افتراضياً، لتعزيز التواصل مع الآخرين.